الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مؤشرات على عملية عسكرية تركية كبيرة في إدلب

وسعت قوات النظام والمليشيات الموالية سيطرتها غربي الطريق الدولي “إم5” في ريف حلب الغربي، وتمكنت أخيراً من تأمين كامل طوق مدينة حلب بعد أن سيطرت على أكثر من 30 قرية وبلدة وموقعاً في الضواحي والريف.

 

وواصلت قوات النظام والمليشيات الموالية لها قصفها براً وجواً صباح الاثنين، واستهدفت الطائرات الحربية عدد من البلدات في ريف حلب الغربي، وقصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع المعارضة وقرى قبتان الجبل والشيخ سليمان وبالا وتقاد، وشهدت محاور عديدة اشتباكات متقطعة بين الطرفين، وتحليقاً مكثفاً لطيران الاستطلاع الروسي.

وكانت قوات النظام والمليشيات قد تمكنت الأحد، من توسيع سيطرتها غربي الطريق الدولي حلب-دمشق وأمنته بشكل شبه كامل في ريف حلب والضواحي بعد أن سيطرت على المزيد من القرى، وحققت تقدماً هو الأوسع في ريف حلب خلال معاركها في شباط/فبراير الحالي، وتمكنت بالفعل من السيطرة على ما تبقى من طوق المدينة جهتي الشمال والغرب.

وأكد الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين ل”المدن”، أن أهم المدن والبلدات التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات في ريفي حلب الغربي والشمالي، عندان وحريتان وحيان وكفر حمرة وأسيا والمنصورة و20 قرية وجمعية سكنية على الأقل. وكانت المنطقة من أهم معاقل الثورة التي تتصل بشكل مباشر بالمدينة وتمت السيطرة عليها في العام 2012، وبعد خسارتها فقدنا آخر الآمال بالعودة إلى حلب التي أخرجنا منها نهاية العام 2016.

واحتفل الموالون للنظام في حلب بالسيطرة على الضواحي والريف المحيط وتجمع الآلاف في ساحة سعد الجابري، وخرج الحلبيون في عدد من الأحياء الغربية بمسيرات في سيارتهم وشهدت أحياء المدينة إطلاق نار تعبيراً عن الفرح. وفي ما تبقى من ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة كان الناس يعيشون صدمة الخسارة المدوية، غالبيتهم هائمة في مخيمات النزوح التي وصلوها مؤخراً بحثاً عن مأوى.

خسارة طوق حلب شمالاً وغرباً بشكل غير متوقع تسبب في جدل بين المعارضة، من يتحمل مسؤولية ما حدث، بعضهم حمّل “هيئة تحرير الشام” مسؤولية الانهيار السريع لجبهات المنطقة أمام تقدم قوات النظام والمليشيات، وآخرون حملوا كل الفصائل مسؤولية ما حدث لأنهم نفذوا مخططات اتفاق أستانة المفترضة واتهموها بالانسحاب من مناطق واسعة من دون مبررات منطقية، وانتقدوا الأداء الدفاعي الذي بدا ضعيفاً.

وعزا طيف من المعارضة الخسارة الميدانية إلى نجاح تكتيكات قوات النظام بالالتفاف على جبهات الضواحي والجبهات الشمالية من خلال التوغل في رأس الحربة المتقدم من ريف حلب الجنوبي وغربي الطريق “إم5″، وهو ما أجبر المرابطين في الجبهات الأمامية الملاصقة للمدينة على الانسحاب خوفاً من الحصار.

المنسق الإعلامي في الجيش الوطني، يحيى مايو، أكد ل”المدن”، أن المنطقة التي خسرتها الفصائل مؤخراً في طوق حلب الغربي والشمالي تعرضت بداية العام 2019 لهجوم شنته “تحرير الشام” تسبب في تفكيك فصائل، من بينها “ثوار الشام” و”حركة الزنكي” وهي من أكبر الفصائل في المنطقة، والتي تم سلب أسلحتها وأُجبر مقاتلوها على الرحيل إلى عفرين شمالاً.

وسبق أن قامت “تحرير الشام” بالقضاء على عدد آخر من الفصائل في المنطقة، من بينها “جيش المجاهدين” و”حركة حزم” وغيرها من الفصائل، وذلك أدى بطبيعة الحال إلى إضعاف دفاعات المنطقة بعد تهجير غالبية مقاتليها وإجبار عدد كبير منهم على اعتزال القتال.

وفي السياق، تحدثت مواقع إعلامية موالية للنظام عن اقتراب موعد افتتاح معبرين أمام النازحين الراغبين بالخروج من مناطق المعارضة في ريف حلب وإدلب باتجاه مناطق سيطرة النظام. وسيتم افتتاح المعبر الأول في ريف حلب الغربي بالقرب من بلدة كفر حلب، والمعبر الثاني شرق سرمين في ريف إدلب الشرقي.

قد تواصل قوات النظام والمليشيات عملياتها العسكرية بعد تحقيقها لهدفين كبيرين مؤخراً، السيطرة على “إم5″، وطوق حلب، وبكلفة أقل قياساً بالعمليات العسكرية السابقة.وقالت مصادر عسكرية معارضة ل”المدن”، أن الاحتمالات حول وجهة قوات النظام القادمة كثيرة، أبرزها، مواصلة التقدم في ريف حلب وصولاً إلى معبر باب الهوى الحدودي وفصل إدلب بشكل كامل عن عفرين وريف حلب الشمالي. وبحسب المصادر، الاحتمال المفترض ألمح إليه قادة في قوات النظام وآخرون مقربون من روسيا، بينهم عضو مركز المصالحة الروسي الشيخ عمر رحمون الذي هدد مؤخراً مناطق المخيمات في محيط معبر باب الهوى وسرمدا بالاجتياح.

وقالت المصادر إن الاحتمال الثاني إشغال جبهات جنوبي إدلب ومحور سرمين-أريحا، للسيطرة على الطريق “إم4” وصولاً إلى جسر الشغور، وبالتالي السيطرة على كامل ريف إدلب الجنوبي والذي يضم أكبر مناطقه الحصينة في جبل الزاوية. وأضافت المصادر احتمالاً مرجحاً وهو أن تتوقف المعارك ويتم التوصل لوقف إطلاق نار مؤقت برعاية تركية روسية. والإعلان عن افتتاح المعابر مؤشر على إمكانية تطبيق الاحتمال الأخير.