الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"مستقبل غامض" لخيرسون الأوكرانية

سلطت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية الضوء على ما وصفته بـ“مستقبل غامض“ ينتظر مدينة خيرسون المحتلة جنوب أوكرانيا، وذلك قبيل استفتاء مزعوم للكرملين بهدف ضم المدينة رسميا إلى الأراضي الروسية، والتي سقطت في أيدي الروس في الأيام الأولى من الغزو.

وقالت الصحيفة إنه ”منذ الأيام الأولى من مارس الماضي، تنتشر اللوحات الإعلانية في جميع أنحاء المدينة للترويج للتاريخ الروسي (السوفيتي)، واقتباسات من الرئيس فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى انتشار الأعلام الروسية“.

وذكرت الصحيفة أنه ”خلال الأشهر الخمسة الماضية، عينت موسكو إدارة موالية لها في منطقة خيرسون، وأمرت المدارس بتدريس المناهج الروسية، بالإضافة إلى أنه يتم تشجيع السكان المحليين على التقدم للحصول على جوازات سفر روسية للحصول على المعاشات التقاعدية والمزايا الأخرى“.

وأضافت الصحيفة أن ”المرحلة التالية من خطة الكرملين هي إجراء استفتاء الشهر المقبل بشأن ضم خيرسون بشكل رسمي إلى روسيا –على غرار شبه جزيرة القرم عام 2014- لإضفاء الشرعية على المدينة بشأن الدفاع عنها تحت مسمى ”الأراضي الروسية“ كجزء من كتاب قواعد اللعبة الروسية.

وقالت الصحيفة في تحليل لها ”في سلسلة من المقابلات الهاتفية، أعرب سكان خيرسون عن حماسة ضئيلة لإجراء استفتاء، ووصفوا الأجواء العصيبة التي لا يمكن التنبؤ بها في المدينة“.

وأضافت الصحيفة ”لا يزال السكان غير متأكدين مما قد تجلبه الأشهر القليلة المقبلة.. هجوم أوكراني مضاد سريع لاستعادة السيطرة، أو معركة مطولة تحول المدينة إلى ركام، أو قيام روسيا باستفتائها الزائف وضم المدينة“.

وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو ”استخدمت الترهيب لسحق المعارضة العامة لخططها، حيث تلاشت سلسلة من المسيرات المؤيدة لأوكرانيا التي جرت في مارس وأبريل بعد أن أطلق الجنود الروس قنابل صوتية على الحشود، وبدأوا في اعتقال المنظمين في منازلهم“.

وتابعت ”في أواخر مايو، تم تغيير مسار الإنترنت في المدينة من خلال الخوادم الروسية، وتم إما إغلاق جميع وسائل الإعلام المحلية وإما ملؤها بمحتوى مؤيد لروسيا“.

واستطردت بالقول ”بحسب ما ورد، يعتزم الكرملين إجراء الاستفتاء في الـ11 من سبتمبر، وأن بطاقات الاقتراع تجري طباعتها بالفعل. ودعت الإدارة الروسية في خيرسون الناس لتقديم ترشحهم كمسؤولين انتخابيين“.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”الجبهة الرئيسة في الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا قد تحولت بشكل خطير إلى جنوب البلاد، في خطوة تخاطر بحدوث كارثة في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا“.

وقالت الصحيفة إنه ”مع احتدام القتال حول محطة زابوريجيا النووية ومدينة خيرسون التي تحتلها روسيا، فإن الجنوب هو الجهة التي تركز فيها كل من روسيا وأوكرانيا قوتهما النارية، مع آمال بتجنب الجمود الذي يمكن أن يستمر لسنوات“.

وأضافت الصحيفة أن ”القوات الروسية استخدمت، الأحد، الأراضي المحيطة بمحطة الطاقة النووية كقاعدة انطلاق لشن هجمات على مواقع أوكرانية، حيث قال مسؤولون محليون إنها أطلقت وابلا من نيران مدافع الهاوتزر على بلدة نيكوبول القريبة التي تسيطر عليها أوكرانيا“.

وتابعت الصحيفة في تقريرها ”في الوقت نفسه، تواجه القوات الروسية في خيرسون تطويقا من قبل الجيش الأوكراني. أدى الموقف غير المستقر للقوات الروسية، التي انقطعت إلى حد كبير عن مصدر إمداداتها الرئيس بعد أن دمرت أوكرانيا آخر الجسور الأربعة عبر نهر دنيبرو، إلى تكهنات متضاربة بشأن مصيرها“.

وأردفت ”من الواضح أن القوات الروسية في خيرسون تواجه صعوبات الآن بعد أن تعرضت خطوط إمدادها للخطر، وجعل الهجوم الأوكراني المضاد المزعوم على المدينة الجنوبية موسكو حريصة بشكل خاص على التمسك بمحطة زابوريجيا النووية، أعلى نهر دنيبرو إلى الشمال الشرقي“.