الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مع انتهاء المهلة الروسية.. رفض أوكراني للاستسلام في ماريوبول!

انتهت مهلة الإنذار الروسي للقوات الأوكرانية في ماريوبول بالاستسلام أو الموت بعد ظهر اليوم الأربعاء دون أي استسلام جماعي، لكن قائدا لإحدى الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في المدينة المحاصرة قال إن قواته يمكنها البقاء لأيام أو ساعات فقط.

ويحاول آلاف الجنود الروس بدعم من القصف المدفعي والصاروخي التقدم في أماكن أخرى فيما يسميه المسؤولون الأوكرانيون معركة دونباس، وهي محاولة من موسكو للاستيلاء على منطقتين في الشرق لحساب الانفصاليين.

وفي مقطع فيديو، طلب قائد اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية، وهو من بين آخر الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في ماريوبول، مساعدة دولية للخروج من الحصار.

وقال الميجر سيرهي فولينا في المقطع الذي نشر على فيسبوك “هذه مناشدتنا للعالم. قد تكون الأخيرة. ربما لم يبق أمامنا سوى أيام أو ساعات قليلة”.

وأضاف “وحدات العدو أكبر بعشرات المرات من وحداتنا، ولهم الغلبة في الجو والمدفعية والقوات البرية والعتاد والدبابات”.

تحدث فولينا، الذي قال في وقت سابق إن نساء وأطفالا محاصرون في أقبية تحت مصنع للصلب، أمام جدار من الطوب الأبيض فيما بدا من الأصوات أنها غرفة مزدحمة. ولم تتمكن رويترز من التحقق من مكان أو وقت تصوير الفيديو أو الأشخاص الذين ربما كانوا معه في الغرفة.

وقالت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن عدد اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط تجاوز خمسة ملايين لاجئ، أكثر من نصفهم أطفال.

وفشل الغزو الروسي المستمر منذ ما يقرب من ثمانية أسابيع في السيطرة على أي مدينة كبيرة في أوكرانيا. واضطرت موسكو للانسحاب من شمال أوكرانيا بعدما تصدت القوات الأوكرانية لهجوم شنته على كييف الشهر الماضي، لكنها أعادت حشد القوات من أجل هجوم على الشرق بدأ هذا الأسبوع.

وقالت كييف إنه وسط أنقاض ماريوبول، التي شهدت أعنف قتال وأسوأ كارثة إنسانية خلال الحرب، تقصف روسيا آخر معقل أوكراني رئيسي وهو مصنع آزوفستال للصلب بقنابل خارقة للتحصينات.

وكتب المستشار ميخايلو بودولياك على تويتر “العالم يشاهد قتل الأطفال على الإنترنت ولا يحرك ساكنا”.

تحاول روسيا السيطرة على ماريوبول بأكملها منذ الأيام الأولى من الحرب. وسيكون الاستيلاء عليها بمثابة جائزة استراتيجية كبيرة إذ أنها تربط الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم التي ضمتها في عام 2014.

وقال الانفصاليون المدعومون من موسكو قبيل الساعة الثانية بعد الظهر (1100 بتوقيت جرينتش) اليوم الأربعاء إن خمسة أشخاص فقط استسلموا. وقالت روسيا أمس إن أحدا لم يرد على طلب استسلام مماثل.

وأعلنت أوكرانيا عن خطط لإرسال 90 حافلة لإجلاء 6000 مدني من ماريوبول، قائلة إنها توصلت إلى “اتفاق مبدئي” مع روسيا على فتح ممر آمن، وذلك لأول مرة منذ أسابيع. ولكن لم تنجح أي من الاتفاقات السابقة على أرض الواقع، إذ منعت موسكو جميع القوافل.

وكانت ماريوبول ذات يوم مدينة ساحلية مزدهرة يقطنها 400 ألف شخص، ولكنها تحولت إلى أرض مقفرة مدمرة تتناثر الجثث في شوارعها وسكانها محاصرون في الأقبية. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا هناك.

معركة دونباس
يمكن لمعركة السيطرة على منطقة دونباس، التي تشمل إقليمي لوجانسك ودونيتسك، أن تكون حاسمة مع بحث روسيا عن نصر ليبرر الغزو الذي شنه الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير شباط.

ويتهم بوتين أوكرانيا بارتكاب انتهاكات بحق المتحدثين بالروسية في دونباس وهو ما تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إنه ادعاء كاذب لتبرير الغزو واحتلال الأراضي دون سبب.

وأظهر التلفزيون الروسي بوتين وهو يتحدث لطفلة من لوجانسك اليوم الأربعاء وقال “كانت المأساة التي وقعت في دونباس، بما يشمل جمهورية شعب لوجانسك، هي التي أجبرت روسيا، أجبرتها ببساطة، على شن تلك العملة العسكرية التي يعلم عنها الجميع جيدا اليوم”.

وأصيبت محادثات السلام بالجمود. واتهم الكرملين كييف بتعطيل وتأجيل المحادثات وتغيير مواقفها بينما اتهمت كييف موسكو بعرقلة المحادثات من خلال رفضها وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لتخفيف وطأة الأوضاع في ماريوبول المحاصرة.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن القتال في دونباس يحتدم مع محاولة القوات الروسية اختراق الدفاعات الأوكرانية وإن روسيا لا تزال تحشد المزيد من القوات عند الحدود الشرقية لأوكرانيا.

وتأمل موسكو في أن يمنحها تفوقها في قوة السلاح نجاحا على المدافعين الأوكرانيين في المنطقة بعكس ما حدث في حملتها على كييف التي فشلت بسبب الضغط على خطوط إمدادها وتعرضها لهجمات من وحدات صغيرة.

وخلال أيام من شن الهجوم على دونباس، تمكنت القوات الروسية أمس الثلاثاء من السيطرة على كريمينا، وهي بلدة حدودية يقطنها نحو 18 ألف نسمة. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية حاولت شن هجوم قرب خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، والقريبة من خطوط الإمداد الروسية إلى دونباس.

وداخل خاركيف، التي قتل فيها أربعة أشخاص على الأقل في ضربات صاروخية أمس الثلاثاء، شوهدت جثة رجل مسن ملقاة على وجهها قرب متنزه في أحد الضواحي وشريط من الدماء يتدفق منها نحو بالوعة.

وقال أحد السكان لرويترز “كان يعمل حارس أمن في منطقة ليست بعيدة عن هنا… القصف بدأ وفر الجميع. وعندما خرجنا من هنا كان الرجل المسن قد قتل بالفعل”.

ووصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى كييف ليكون بذلك أحدث مسؤول أوروبي يزور العاصمة الأوكرانية لإظهار الدعم.

وفي أحدث إشارة على عزلة روسيا الدولية المتزايدة، ذكر موقع سبورتيكو الإخباري أن لاعبين روس سيمنعون من المشاركة في بطولة ويمبلدون للتنس.

ولم ترد الجهة المنظمة للبطولة بعد على طلب للتعليق.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين “جعل الرياضيين رهنا لتجاذبات السياسة هو أمر غير مقبول”.

    المصدر :
  • رويترز