السبت 3 ذو القعدة 1445 ﻫ - 11 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هجمات روسيا الصاروخية تزيد الضغط على حلفاء أوكرانيا

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن روسيا أطلقت يوم الإثنين، أكبر وابل من الضربات على عموم أوكرانيا منذ بدء الغزو أواخر شباط/ فبراير الماضي، حيث تعرضت المدن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة، للقصف وذلك بعدما حمَّل الرئيس فلاديمير بوتين، كييف، رسميا مسؤولية انفجار جسر القرم.

وقالت الصحيفة، إن “موجات من الصواريخ الروسية ضربت مدينة كييف ومدنا أوكرانية أخرى، في واحدة من أوسع هجمات الحرب وأشدها كثافة، ردًّا على هجوم السبت الذي استهدف جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم وألحق به أضرارا جسيمة”.

وحذر بوتين من “رد قاس” إذا شنت كييف مزيدًا من الهجمات بعد أسابيع من “الخسائر” في ساحة المعركة والتي بلغت ذروتها بالهجوم على جسر مضيق كيرتش المهم إستراتيجيا، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

وأسفرت الهجمات الروسية، وفقاً لتقرير الصحيفة الأمريكية، عن مقتل 14 شخصا وإصابة 97 في جميع أنحاء البلاد، حيث استهدفت معظم الضربات محطات الكهرباء الفرعية وأهدافا أخرى خارج مراكز المدن، بعيدا عن منازل المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين، قولهم إن الضربات الروسية “تعكس تخوف موسكو المتزايد مع تحول زخم الحرب لصالح كييف، إذ استعادت الأخيرة في الأسابيع المنقضية آلاف الأميال المربعة من الأراضي في الشرق وتقدمت في الجنوب؛ ما أثار الشكوك في موسكو بشأن أسلوب سير الحرب”.

وقالت الصحيفة في تحليل لها “كانت أوكرانيا قلقة بشكل لا يمكن إنكاره، وسيستخدم رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، حقيقة الهجمات للضغط على الغرب من أجل فرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو وإرسال المزيد من أنظمة الدفاع الصاروخي في اجتماع عبر الإنترنت لمجموعة السبع اليوم الثلاثاء”.

وأضافت “لكن رغم كل الفوضى التي أحدثتها الهجمات، فإن السؤال المطروح ما إذا كان هذا الهجوم على المدن سيستمر. ليس من الواضح على الإطلاق أن روسيا يمكنها الحفاظ على تكثيف الضربات الصاروخية لفترة طويلة، بالنظر إلى كمية الذخيرة التي استخدمتها في الحرب حتى الآن، ومدى الإدانات الدولية التي ستجذبها مثل هذه الهجمات”.

وتابعت “الواقع العسكري أيضا هو أن الضربات الصاروخية الروسية لن تفعل شيئا لتغيير ميزان القوى على الأرض في القتال، ومهما كان الخوف الذي تثيره، فإنها لن تؤثر على رغبة أوكرانيا في المقاومة، على الأقل على المدى القصير”.

وأردفت بالقول إن “الهجوم الروسي، الإثنين، يخدم غرضا ثانيا، وهو محاولة تهدئة القوميين المتشددين الذين وجهوا انتقادات للكرملين. قد يعني هذا أن الأحداث المروعة التي وقعت أمس لها أهمية أقل على المدى الطويل مما قد تبدو عليه”.

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول “تعرف موسكو أنها بحاجة إلى التصعيد وقد حاولت بالفعل تجنيد السجناء والتجنيد الإجباري، دون نتائج فورية. الآن لجأت إلى موجة من القصف الحضري الشامل، وربما تفعل ذلك مرة أخرى”.

تزايد الضغط على الحلفاء

في سياق متصل، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن سلسلة الضربات ضد المدن الأوكرانية والبنية التحتية الرئيسة ،الإثنين، أثارت دعوات طويلة الأمد من حكومة زيلينسكي إلى حلفائها من أجل أنظمة دفاع جوي أكثر تطورا وأسلحة بعيدة المدى.

وقالت الصحيفة “بدا أن الهجمات الروسية تشير إلى تصعيد كبير؛ ما زاد الضغط على الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى كانت بطيئة في تزويد القوات الأوكرانية بأنظمة الأسلحة الأكثر تقدما. وبينما أدان عدد من القادة الأمريكيين والأوروبيين الهجمات وأعلنوا دعمهم المستمر لأوكرانيا، لم يكن من الواضح أنه سيتم تسريع أو توسيع الدعم العسكري”.

وكانت واشنطن أعلنت في أوائل تموز أنها ستزود أوكرانيا بنظامين متقدمين مضادين للطائرات، يطلق عليهما “نظام الصواريخ أرض-جو المتقدم”، (أو NASAMS). ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله “نتوقع أن تصل الأسلحة الجديدة إلى أوكرانيا في غضون الأسابيع القليلة المقبلة بمجرد أن تصبح الأنظمة جاهزة واكتمال التدريب”.

وبعد الضربات مباشرة، صرحت وزارة الدفاع الألمانية أن أوَّل أنظمة دفاع جوي من طراز “IRIS-T” لأوكرانيا ستصل في “الأيام القليلة المقبلة”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن بلادها تبذل “كل ما في وسعها” لتعزيز دفاعات أوكرانيا بسرعة.

من جانبها، قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن كييف غيرت قائمة الرغبات الخاصة بالأسلحة بعد الهجمات الأخيرة، إذ ناشد المسؤولون الأوكرانيون “إرسال المزيد من الدفاعات الجوية فورًا”.

وذكرت المجلة أن كبير أعضاء البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانتشوك، بعث برسالة إلى قيادة الكونغرس الأمريكي، دعا فيها واشنطن إلى إعطاء الأولوية لتسليم أنظمة “NASAMS”، والتي سيتم إنتاجها بالاشتراك مع النرويج، إلى جانب الأنظمة المضادة للصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية.

وفي الرسالة التي اطلعت عليها “فورين بوليسي”، كتب ستيفانشوك “نجحت القوات المسلحة الأوكرانية في إسقاط ما يقرب من نصف الصواريخ والطائرات دون طيار التي استهدفت بلادنا الإثنين، ولكن للأسف مواردنا الدفاعية الجوية محدودة”.

وأضاف ستيفانشوك “تعد أنظمة الدفاع NASAMS ضرورية لتأمين البنية التحتية المدنية والعسكرية الحيوية من صواريخ كروز الروسية والتفجيرات”.

كما أكد ستيفانتشوك، وفقاً للمجلة، أن أوكرانيا تسعى أيضًا للحصول على طائرات مقاتلة أمريكية من طراز “إف-15″ و”إف-16” لفرض “منطقة حظر طيران” على صواريخ كروز وقاذفات القنابل الروسية.

وتابع “تريد أوكرانيا أيضًا من إدارة بايدن التخلص من تحفظها وتوفير أنظمة الصواريخ التكتيكية طويلة المدى للجيش الأمريكي – المعروفة باسم ATACM – والتي يمكن أن تضرب أهدافًا روسية على بعد 200 ميل”.

وقالت المجلة إنه “على الرغم من أن الدفاعات الجوية الغربية يمكن أن توفر درعا ضد الضربات الصاروخية الروسية، فإن وصول بطاريات صواريخ جديدة لن يجعل المجال الجوي الأوكراني منطقة محظورة”.

وأوضحت المجلة أن “صواريخ كاليبر الروسية، السلاح المفضل لدى الكرملين والذي استخدم على نطاق واسع أمس الإثنين، تطير على ارتفاعات منخفضة تسمح لها بالتهرب بسهولة من الدفاعات الجوية”.