الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تتلقى إيران ضربة من أقرب حلفائها تجعلها الخاسر الأكبر من التفاهمات حول جنوب سوريا؟

بعد نحو عام على توصل أمريكا، والأردن، وروسيا، إلى اتفاق يقضي بإقامة منطقة لـ”خفض التصعيد” في الجنوب السوري، عاد مصير المنطقة التي تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة منها إلى الواجهة من جديد، وتزامن ذلك مع لقاءات بين الدول الثلاث، وتفاهمات يبدو أن إيران ستكون الخاسر الأكبر منها.

وبُعيد بسط النظام لسيطرته على محيط دمشق وريفها بشكل كامل، باتت وجهته الأكثر احتمالاً هي الجنوب، والجنوب الشرقي لسوريا (درعا والقنيطرة)، ولكن مجرد الحديث عن هذه المعركة استدعى رداً أمريكياً عاجلاً وتحذيراً مباشراً للنظام من أن أي عمل سيؤدي إلى الإضرار بالاتفاق الذي تُعد واشنطن طرفاً فيه، سيُقابل برد مناسب.

ويأتي الحديث عن هذا التحرك العسكري المحتمل نحو الجنوب السوري، في وقت تُكثف فيه إسرائيل من غاراتها الجوية ضد المواقع الإيرانية في سوريا، والأخرى التابعة لقوات الأسد، ووسط حديث من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزم واشنطن كبح جماح إيران في المنطقة.

إقصاء عن الجنوب

وتشير التقارير والتسريبات الصادرة عن لقاءات المسؤولين الإسرائيليين والروس حيال جنوب سوريا، إلى وجود اتفاق عام بين الأطراف الفاعلة على إبعاد إيران بشكل كامل عن الجنوب القريب من حدود الأراضي التي تحتلها إسرائيل، في حين أن رئيس الوزراء بنيامين، نتيناهو، يطالب بما هو أكثر من ذلك.

ويبدو أن التفاهمات تسير باتجاه توجيه ضربة لإيران من أقرب حليفين لها، وهما الأسد، وروسيا، حيث من المتوقع أن يقبل الطرفان بإزاحة إيران عن أي معركة أو تواجد لها في جنوب سوريا، الأمر الذي قد يثير غضب طهران التي ستشعر بأنها أُخرجت من اللعبة.

وهذا التحول الكبير في الموقف حيال إيران، تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، على رأسها صحيفة “هآرتس”، التي تحدثت عن تحوّل لافت في الموقف الروسي رافض لوجود قوات إيرانية أو ميليشيات تابعة لها قرب الجولان السوري المحتل.

وأشارت الصحيفة في تقرير كتبه محللها العسكري، عاموس هرئيل، إلى أن روسيا اجتهدت خلال الفترة الأخيرة، في محاولة دمج الولايات المتحدة في اتفاقيات التهدئة على الأراضي السورية، وأنه في سياق الاتصالات الجارية بهذا الخصوص، ألمح الجانب الروسي إلى استعداده لإبعاد القوات الإيرانية عن المناطق التي احتلتها إسرائيل من الجولان السوري.

“القبول بالأسد لكن إيران لا”

أما القناة الإسرائيلية العاشرة (غير الحكومية)، فقالت مساء أمس الإثنين، إن لقاءات دبلوماسية بين إسرائيل وروسيا أسفرت عن اتفاق بين الجانبين، يقضي بالسماح لجيش نظام الأسد باستعادة السيطرة على حدود سوريا الجنوبية.

ومقابل ذلك فإن الاتفاق يقضي بإبعاد القوات الإيرانية وعدم نشرها هي أو ميليشيا “حزب الله” أو أية عناص أجنبية أخرى على المنطقة الحدودية، على أن تحافظ “إسرائيل على حرية تصرفها داخل سوريا”.

وادعت القناة بأن نظام الأسد وافق على هذا الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وروسيا، على حد تعبيرها.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرلمان، غداً الأربعاء نظيره الروسي، سيرغي شويغو، في موسكو لبحث التواجد الإيراني في سوريا، ويرافق لبيرمان رئيس مديرية المخابرات العسكرية، وممثلون آخرون للنظام الأمني، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.

مطالب أكبر من مغادرة الجنوب

وتُصر دوائر صنع القرار في إسرائيل، على أن إيران ينبغي ألا تتواجد في كامل الأراضي السورية وليس في جنوبها فحسب، وفي تأكيد جديد على هذا القرار، قال نتنياهو، اليوم الثلاثاء إن “إسرائيل ستعمل ضد الوجود العسكري الإيراني في جميع الأراضي السورية”.

وأضاف أن إسرائيل تعمل ضد التموضع العسكري الإيراني داخل جميع أنحاء سوريا، معتبراً أن انسحاب الإيرانيين من جنوب سوريا فقط لا يكفي، قائلاً إن “الصواريخ بعيدة المدى التي تعمل إيران على نصبها في سوريا ستهددنا حتى ولو نُصبت على بعد كيلومترات من جنوب سوريا”.

وتابع قائلاً: “خطوطنا الحمراء واضحة ونحن نطبقها بدون أي مجال للمساومة (…) وعلى إيران أن تخرج من الأراضي السورية بأكملها”.

وتعليقا على أنباء تفيد باتفاق أردني روسي أمريكي للحفاظ على منطقة “خفض التصعيد” في جنوب سوريا مع انسحاب القوات الإيرانية من المنطقة، قال نتنياهو :”سنعمل دائماً وفقاً لمصالحنا الأمنية، سواء أكانت هناك تفاهمات أم لا. وسندافع عن أنفسنا بقوانا الذاتية لضمان أمننا ومستقبلنا”.

ويشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن أن روسيا طلبت من إيران سحب قواتها من الحدود السورية- الإسرائيلية.

ومعلقا على هذه الأنباء، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن قوات نظام الأسد “هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على حدود سوريا مع إسرائيل”.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أعلن، الإثنين الماضي، أن بلاده “باقية في سوريا طالما استمر خطر الإرهاب، وطالما بقيت الحكومة السورية تطلب المساعدة من إيران”.