الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تلاشت أحلام بوتين في تحقيق أهداف غزو بلاده لأوكرانيا؟

كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، عن محاولات الجيش الروسي إنعاش هجومه المتعثر في الشرق بتقسيم الوحدات القتالية إلى تشكيلات أصغر، ومضاعفة اعتماده على المدفعية وغيرها من الأسلحة بعيدة المدى.

وبعد مقتل الآلاف من الجنود الروس وسيل من الإخفاقات منذ بدء الغزو في 24 فبراير، اضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتضييق نطاق أهداف هجومه والتركيز على شرق أوكرانيا.

ويرى المراقبون ومسؤولو الاستخبارات الغربية أن أهداف حملة بوتين “غير واقعية” وقد لا يستطيع تحقيق أي انتصار. وقال ميك ماران، المدير العام لجهاز المخابرات الخارجية الإستوني، إن روسيا تخسر في أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا.

وأضاف ماران: “عندما ننظر إلى ساحة المعركة، نجد أن القدرة التقليدية لروسيا مستنفدة بالفعل فوق طاقتها”. وأشار إلى أنه ما لم تطلق روسيا تعبئة واسعة النطاق لجيشها، “لا يوجد علاج في الأفق” لهذه الإخفاقات، وقال: “ربما نشهد حملة عسكرية مستمرة إلى حد ما”.

من جهته حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أنّ المرحلة الحاليّة من الحرب “ستكون دمويّة”، لكن في النهاية سيتعيّن حلّها “عبر الدبلوماسيّة”.

وأكّد في مقابلة مع محطّة “آي سي تي في” المحلّية أنّه “ستجري حتمًا محادثات بين أوكرانيا وروسيا، لا أدري ما سيكون شكلها: عبر وسطاء، بلا وسطاء، ضمن دائرة موسّعة، على المستوى الرئاسي”.

وأبدى زيلينسكي استعداده مجدّدًا لعقد لقاء إن تطلّب الأمر “على المستوى الرئاسي” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يرفض ذلك حتّى الآن.

وأضاف بعد ساعات قليلة خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا “هذه أراضينا، وخطوة بعد أخرى سنحرّرها”، متحدّثًا عن حاجة بلاده خصوصًا لـ”عربات مصفّحة”.

مساءً، قال زيلينسكي في رسالته المعتادة عبر الفيديو إنّ الوضع العسكري “لم يتغيّر بشكل كبير” السبت “لكنّه كان صعبًا جدًا”. وشدّد على أنّ “الوضع في دونباس في منتهى الصعوبة”، لكنّ أكّد أنّ الجيش الأوكراني “يصدّ هذا الهجوم. فكلّ يوم يُعطّل فيه مُدافِعونا خطط الروس يُقرّبنا من اليوم الحاسم… الذي نرغب به جميعًا والذي نقاتل من أجله. يوم النصر”.

ومع استمرار الحرب وفشل روسيا في تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض، تمت إقالة العديد من القادة في الجيش الروسي، وفقًا لآخر تقييم للبنتاغون.

ومن بين هؤلاء القادة، اللفتنانت جنرال سيرهي كيسيل، الذي ترأس الجهود الفاشلة لجيش دبابات الحرس الأول للاستيلاء على مدينة خاركيف الشمالية الشرقية، ونائب الأدميرال إيغور أوسيبوف، الذي كان مسؤولاً عن القوات الروسية في البحر الأسود عندما استهدفت البارجة موسكفا، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.

وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة واشنطن بوست، أن آخر تقييمات الاستخبارات تظهر أنه قد تم إعفاء قادة روس على مختلف المستويات.

وحذر مسؤول دفاعي أميركي من أن روسيا تحتفظ بقوة قتالية كبيرة متاحة في أوكرانيا، ولكنه قال: “يجب أن تكون لديك الإرادة للقتال، ويجب أن تكون لديك قيادة جيدة حتى تحقق النصر”. وأكد أن موسكو “تعاني” نتيجة هذه العيوب وغيرها.

كما تسببت العقوبات المفروضة على روسيا في “كسر عمليا” لوجستيات النقل والشحن في البلاد، حسبما قال وزير النقل الروسي السبت، في اعتراف نادر بوجود مشاكل.

وذكرت المخابرات الأميركية أنه على الرغم من أن بوتين قد نشر أكثر من 100 كتيبة تكتيكية في أوكرانيا، يبلغ عدد كل منها ما بين 500 و800 فرد، إلا أنه لم يحرز تقدمًا يذكر في دونباس.

وتؤكد التقرير أن الجيش الروسي قسم بعض هذه الوحدات لفرق قتالية أصغر، وأرسلها إلى القرى والنجوع. وقال البنتاغون إن القيام بذلك أمر منطقي لأن بوتين يسعى إلى أهداف محلية أصغر.

وقال سكوت بوسطن، الضابط السابق بالجيش الأميركي الذي يدرس حرب أوكرانيا لصالح شركة “راند كورب”، إنه يبدو أن هناك مشكلات معنوية هائلة داخل الجيش الروسي، مما يقوض أهداف موسكو.

وأشار بوسطن إلى رفض بعض الوحدات تنفيذ الأوامر، فضلاً عن فشل روسيا في تجهيز وتغذية قواتها بالشكل المناسب.

وذكر البنتاغون أن روسيا استولت على بضعة كيلومترات فقط يوميًا في دونباس في الأسابيع الأخيرة. وبهذا المعدل، توقع بوسطن أن الهجوم يمكن أن يستمر لمدة عام، ولن تتمكن حتى وقتها موسكو من السيطرة على كل الشرق الأوكراني.

وأضاف أن القادة الروس قد يدركون أن حملتهم العسكرية تتعثر لكنهم ما زالوا مترددين في الاعتراف بخسارة الحرب.

    المصدر :
  • الحرة