السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هوس الانقلابات..حزب أردوغان يتهم أكبر أحزاب المعارضة بالإعداد لانقلاب بمعاونة أمريكية

يبدو ان هوس الانقلابات لدى حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا لا يتوقف، حيث اتهم حزب أردوغان حزب الشعب الجمهوري، زعيم المعارضة في البلاد، بـ”الإعداد لانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان بمعاونة أمريكية”.

جاء هذا الاتهام على لسان عمر تشليك، المتحدث باسم الحزب الحاكم، في تصريحات صحفية نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يني جاغ” المعارضة، الأربعاء .

وجاء تصريحات تشليك تعليقًا على تصريحات المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن التي قال فيها إنه سيدعم المعارضة التركية إذا فاز بالانتخابات.

واعتبر المتحدث باسم الحزب الحاكم، تصريحات بايدن دليلًا على أن حزب الشعب الجمهوري يدعم الانقلابات.

وقال تشيلك، في تصريحاته: “عندما ننظر إلى تاريخنا السياسي… هل هناك محاولة انقلابية لم يقف خلفها حزب الشعب الجمهوري؟”.

وأضاف: “نحن نتابع الانتقادات الشريفة التي تصلنا عن الاقتصاد، ولكن من يستغلون هذه الأزمة عليهم أن ينظروا إلى دول العالم، فقد نجحت تركيا في إدارة أزمة الوباء، وسنستمر في الوقوف بجانب المنتجين”.

يأتي ذلك رغم أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو أدان تصريحات بايدن التي أعادت وسائل الإعلام نشرها هذا الأسبوع.

وقال قليجدار أوغلو، الأحد، إن حزبه “صاحب موروث يكافح من أجل استقلال تركيا”، مشددًا على رفضه القاطع لـ”كافة القوى الإمبريالية”.

وظهر المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن في مقطع فيديو، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، وهو يهاجم أردوغان، حيث وصفه بـ”المستبد”.

وقال المرشح الرئاسي إنه سيدعم ويشجع المعارضة التركية حال أصبح رئيسا.

وظهر بايدن في مقطع مأخوذ من حلقة من برنامج “ذا ويكلي”على قناة “إف إكس” الأمريكية، متحدثا عن رؤيته للعلاقات الأمريكية مع الرئيس التركي.

والمقطع الذي انتشر بشكل كبير على “تويتر” يعود لحلقة بثت في يناير/ كانون الثاني الماضي، أجرت خلالها هيئة تحرير “نيويورك تايمز” مقابلات مع جميع المرشحين الديمقراطيين.

هوس نظام أردوغان بالانقلابات

جدير بالذكر أن تركيا تشهد تجاذبات ونقاشات حادة خلال الفترة الأخيرة حول النظام الرئاسي، وحديث قيادات المعارضة عن فشل حكومة أردوغان في إدارة أزمة وباء كورونا المستجد، والحد من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية.

ودأب قادة حزب الشعب الجمهوري على وصف الحكومةَ بـ”النظام” و”نظام القصر”، وتفجرت هذه الضجة بعد تصريحات للمتحدث الرسمي باسم الشعب الجمهوري، أوزغور أوزل، في مايو/أيار الماضي قال فيها إن “نهاية نظام القصر اقتربت”، في إشارة إلى النظام الحاكم، وأطلق تحذيراً لموظفي الدولة والمسؤولين من مختلف المستويات بأن الحكومة المقبلة ستعاقبهم.

هذه التصريحات عدّها أنصار أردوغان، مع غيرها من كتابات صحفيين معارضين بمثابة “تلويح بانقلاب”.

وهو ما دفع «العدالة والتنمية» ومسؤولي الحكومة إلى التحذير من “مساعٍ انقلابية”، وسط اتهامات للمعارضة بمحاولة استغلال الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد لتحقيق مكاسب سياسية.

وردّ العديد من الكتاب المقربين من الحكومة، بمقالات عدّوا فيها هذه التصريحات “تهديداً بتغيير الحكم من خلال الانقلاب”، فيما عدّ آخرون أنه “لا مصلحة لأحد بإيصال الاستقطاب السياسي في البلاد إلى هذه الدرجة”.

ودخل مسؤولو الدولة على الخط، وكتب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون عبر حسابه بموقع “تويتر” تغريدة، آنذاك قال فيها إن “الذين لا يستطيعون استيعاب نجاح النظام الرئاسي، والذين لا يعرفون حدودهم، المتطاولون على مشروعية الحكومة والرئيس المنتخب من الشعب، يلوّحون بالعصا”.

وتابع: “عليهم أن يعلموا جيداً أن رجب طيب أردوغان ورفاقه لا يخضعون لأي تهديدات”.

كما كتب المتحدث باسم العدالة والتنمية عمر جليك، في تغريدة مماثلة، “في الجمهورية التركية، الأمة هي صاحبة النظام. في هذه الدولة الإرادة الوطنية هي التي تحدد من يكون في السلطة”.

كما وصف المتحدث حزب الشعب الجمهوري بأنه “تنظيم الاستيلاء على السلطة”، مشددًا على أنه “لا يمكن إطلاق وصف نظام على حكومة ديمقراطية فازت في الانتخابات”.

في سياق متصل، انتشرت آنذاك على “تويتر” عشرات الآلاف من التغريدات تحت وسم “انقلاب” يحذر فيها أنصار العدالة والتنمية من “مخططات انقلابية” وتوعدوا بمواجهتها.

وذهب بعض أعضاء الحزب إلى نشر تهديدات ووضع صور لذخيرة، مؤكدين أن القتل سيكون هو الرد على أي معارض من الشعب الجمهوري “يروج للانقلاب”.

وفي مثل هذه المشاحنات والتجاذبات يجدد حزب أردوغان وأنصاره الحديث عن انقلاب جديد، بعد مسرحية الانقلاب المزعوم عام 2016.

وفيما يتهم أنصار الحزب الحاكم المعارضة بالتعاون مع حركة رجل الدين فتح الله غولن التي يتهمها أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب ضده، تؤكد المعارضة أن تهمة الانقلاب والارتباط بغولن باتت جاهزة دائماً لترهيب أي صوت معارض.