السبت 17 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن طلبت من الصين التدخل لإقناع روسيا بعدم غزو أوكرانيا

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الولايات المتحدة ناقشت الصين في نوايا روسيا غزو أوكرانيا على مدى 3 أشهر، في محاولة لثني موسكو عن اجتياح الدولة الواقعة بأوروبا الشرقية.

وبحسب الصحيفة، فإن كبار المسؤولين في إدارة بايدن عقدوا ستة اجتماعات عاجلة مع كبار المسؤولين الصينيين قدم فيها الأميركيون معلومات استخباراتية تظهر زيادة القوات الروسية حول أوكرانيا وطلبوا من الصينيين إقناع روسيا بعدم الإقدام على الغزو.

في المقابل، رفض المسؤولون الصينيون – بمن فيهم وزير الخارجية والسفير لدى الولايات المتحدة – في كل مرة طلبات المسؤولين الأميركيين وقالوا إنهم لا يعتقدون أن موسكو تعتزم غزو كييف.

في ديسمبر، حصل المسؤولون الأميركيون على معلومات استخباراتية تُظهر أن بكين شاركت المعلومات مع موسكو، وأبلغوا الروس أن الولايات المتحدة كانت تحاول زرع الفتنة – وأن الصين لن تحاول إعاقة الخطط والإجراءات الروسية، حسبما قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وتقول الصحيفة الأميركية إن إدارة بايدن حاولت عبر المعلومات الاستخباراتية إقناع الصين للمساعدة في إيقاف الغزو على اعتبار أن ذلك يأتي في مصالحها التجارية، لكن بكين وقفت إلى جانب موسكو حتى مع تزايد الأدلة بشن هجوم عسكري ضد أوكرانيا، على الرغم من أن المحاولات الأميركية وصلت لأعلى السلم الدبلوماسي بعد مكالمة هاتفية جمعت بين وزير الخارجية، أنتوني بلينكن مع نظيره الصيني، وانغ يي، أواخر يناير الماضي لمناقشة أزمة أوكرانيا.

وأخبر مسؤولو البيت الأبيض السفير الصيني لدى واشنطن أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات صارمة على الشركات والمسؤولين ورجال الأعمال الروس حال حدوث غزو، تتجاوز بكثير تلك التي أعلنت عنها إدارة أوباما بعد أن استولت روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.

وقال المسؤولون الأميركيون إن العقوبات ستضر أيضا بالصين بمرور الوقت بسبب علاقاتها التجارية الوثيقة مع روسيا. وأشاروا أيضا إلى أنهم يعرفون كيف ساعدت الصين روسيا في التهرب من بعض عقوبات 2014، وحذروا بكين من أي مساعدات مستقبلية من هذا القبيل.

وجادل المسؤولون الأميركيون بأن صورة الصين العالمية يمكن أن تتأثر حال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا نظرا للشراكة الوثيقة بين البلدين.

وبحسب الصحيفة الأميركية، كانت الرسالة واضحة: سيكون من مصلحة الصين إقناع بوتين بعدم الغزو لكن كل المحاولات الدبلوماسية لكم تفلح.

وتعد الصين أقوى شريك لروسيا، حيث عمل البلدان على تعزيز الروابط بينهما لسنوات عديدة عبر المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.

وطبقا للصحيفة الأميركية، فإن الزعيم الصيني شي جينغبينغ التقى الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، 37 مرة قبل هذا العام بصفتهما رئيسيين.

وعما إذا كان بإمكان أي زعيم عالمي أن يجعل بوتين يفكر مرتين بشأن غزو أوكرانيا، فإن المسؤولين الاميركيين ينظرون إلى الزعيم الصيني شي للقيام بهذا الدور.

“إنهم يدعون الحياد”
والجمعة، أعرب الرئيس الصيني، شي جينبينغ، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عن تأييده لحلّ النزاع في أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي.

ونقلت محطة “سي سي تي في” الرسمية في تقرير عن المكالمة الهاتفية، عن الرئيس الصيني تأكيده أن “الوضع في شرق أوكرانيا شهد تغيّرات متسارعة … (وإن) الصين تدعم روسيا وأوكرانيا في حل المسألة من خلال مفاوضات”.

ونفذت القوات الروسية غزوا ضد أوكرانيا، شمل ضربات جوية وإرسال جنود إلى عمق أراضي هذا البلد، بعد أسابيع على فشل جهود دبلوماسية في ردع بوتين عن شن العملية العسكرية.

في المقابل، انتهجت بكين مسارا دبلوماسيا حذرا في الأزمة ورفضت اعتبار العملية “غزوا”، كما لم تستنكر أعمال روسيا، حليفتها الوثيقة، فيما امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يدين روسيا.

وأكد شي في الاتصال الهاتفي مع بوتين على ضرورة “التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وتعليق أهمية على المخاوف الأمنية المنطقية لجميع الدول واحترام تلك المخاوف، وتشكيل آلية أمنية أوروبية فاعلة ومستدامة من خلال المفاوضات”.

وبحسب نص المكالمة الذي نُشر، أشار بوتين إلى أسباب شن روسيا “العملية العسكرية الخاصة” وقال لشي إن حلف الأطلسي والولايات المتحدة “لطالما تجاهلا المخاوف الأمنية المنطقية لروسيا”. وقال لشي أيضا في المكالمة إن روسيا على استعداد لإجراء محادثات “رفيعة المستوى” مع أوكرانيا.