الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن محتارة… موسكو عدو أم منافس

الحكومة الأمريكية الحالية لا تملك الخبرة والصبر للتعامل مع المنافسين، وبالتالي فإن الاستراتيجية الأميركية الحالية لا تعمل ببساطة مع روسيا، بهذه العبارة بدأ رئيس تحرير مجلة “National Interest” الأميركية، نيكولاس جفوزديف كلامه.

ففي مقال تحدث فيه عن طبيعة العلاقة والرؤية التي تنظر فيها الولايات المتحدة لروسيا وللدول الأوروبية، قال جفوزديف، بأنه من الناحية النظرية يجب أن تستند سياسة واشنطن تجاه موسكو على مبدأين مرتبطين:

الردع ووقف الإجراءات الروسية بالإضافة لإنشاء اتصالات مع الجانب الروسي لبحث المصالح المشتركة.

ومع ذلك، فإنه من الناحية العملية فإن الولايات المتحدة الأميركية غير قادرة على تنفيذها، ويعود السبب الحقيقي لذلك إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعيش عصر التسعينيات، عندما كانت هي الزعيم الوحيد للعالم. حيث لم يستطع أحد معارضة سياسة أميركا أو الوقوف بوجهها على الساحة الدولية، لأنهم لا يملكون القوة.

ولكن الآن ومع اقترابنا من منتصف القرن الواحد والعشرين، فإن العالم بدأ في “العودة لطبيعته” من حيث قوانين التاريخ البشري.

لاتزال الولايات المتحدة الأميركية القوة العظمى من النواحي العسكرية والاقتصادية، ولكن هناك دول اكتسبت قوة كبيرة لتكسر هيمنة واشنطن، والإدارة الأميركية الحالية لا تملك الخبرة والصبر للتعامل مع هذه الدول.

وأضاف الكاتب بأن أميركا لا تستطيع التمييز بين مصطلحي “المنافس” و”العدو”، لقد اعتاد الجميع على الخلط بين المصطلحين ودمجهما حيث أصبح المنافس عدوا، الأمر الذي خلق لأميركا عداوات في أوروبا التي كانت أكبر حليف.

على الولايات المتحدة الأميركية أن تعيد النظر في علاقاتها مع روسيا، لأن حقبة التسعينيات أصبحت من الماضي، وروسيا أصبحت منافسا جديا لأميركا ولكن ليس عدوا.

ومن أجل التعامل مع منافس مثل روسيا يجب معرفة طريقة التعامل، بالنظر للنجاحات التي حققتها روسيا بالرغم من العقوبات المفروضة عليها بالإضافة لنجاح حملتها في سوريا.

وتابع جفوزديف قائلا: “روسيا أظهرت على المدى القريب والمتوسط بأنه سيكون لديها ما يمكنها من مواجهة أميركا وهو أمر لا يمكن إغفاله، فهي بلد من القلائل في العالم القادر على إظهار قوته خارج حدوده.”

بالإضافة لأن روسيا تكاد تعادل أميركا من حيث عدد السكان والموارد الطبيعية والصناعة العسكرية، وإذا واجهت مشاكل في المستقبل القريب فإنها ستظل محافظة على قوتها الدولية.

وختم الكاتب، قائلا بأنه على الساسة الأميركيين أن يختاروا طريقا، إما أن يعتبروا روسيا شريكا استراتيجيا، مساويا لهم في القوة، أو تحويل روسيا لعدو ضعيف.

وكلا الطريقين يحتاج لآلية عمل مختلفة في العمل والتعامل، ويجب عدم نسيان بأن روسيا دولة نووية عظمى.

 

المصدر وكالة سبوتنيك