قال مسعفون إن القوات الإسرائيلية كثفت قصفها لقطاع غزة اليوم الأحد مما أسفر عن استشهاد 23 على الأقل أكثر من نصفهم في مناطق بشمال القطاع حيث ينتشر الجيش منذ نحو شهر في حملة يقول إنها تهدف لمنع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من إعادة تنظيم صفوفها.
ووصف فلسطينيون الهجوم العسكري الجوي والبري الكبير الجديد وأوامر الإخلاء القسرية بأنها “تطهير عرقي” يهدف إلى إخلاء بلدتين ومخيمين في شمال قطاع غزة من سكانهما لإنشاء مناطق عازلة. وتنفي إسرائيل ذلك قائلة إنها تقاتل مسلحين من حماس يشنون هجمات انطلاقا من هناك.
وقال مسعفون إن 13 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في هجمات منفصلة على منازل في بلدة بيت لاهيا وجباليا أكبر مخيمات القطاع الثمانية الأقدم وموقع تركز الهجوم العسكري الجديد للجيش. وقتل الباقون في غارات جوية إسرائيلية منفصلة على مدينة غزة ومناطق جنوب القطاع.
ولم تعلق إسرائيل على عملياتها العسكرية اليوم الأحد في شمال قطاع غزة.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي أمس السبت إن الجيش أرسل فرقة عسكرية جديدة إلى جباليا للانضمام إلى كتيبتين أخريين. وأضاف أن مئات من المسلحين الفلسطينيين قتلوا حتى الآن في “المعارك” منذ بدء الهجوم في الخامس من أكتوبر تشرين الأول.
وفي الوقت نفسه، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي إنها سهلت إطلاق الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال قطاع غزة أمس السبت، وأضافت أن 58604 أطفال تلقوا جرعة.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر في شمال القطاع يمنعها من الوصول إلى آلاف الأطفال في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون من أجل التطعيم.
وأضافت أن أحد المراكز الطبية تعرض لإطلاق نار من إسرائيل أثناء إحضار الأسر لأطفالها لتلقي جرعة من لقاح شلل الأطفال أمس السبت، حيث أصيب أربعة أطفال.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في بيان إن الواقعة حدثت على الرغم من الهدنة الإنسانية التي اتفق عليها الطرفان المتحاربان، إسرائيل وحماس، للسماح بحملة التطعيم.
وقال في منشور على منصة إكس أمس السبت “كان فريق من منظمة الصحة العالمية موجودا في الموقع قبلها بقليل. هذا الهجوم، أثناء فترة هدنة إنسانية، يعرض قدسية حماية صحة الأطفال للخطر وقد يردع إحضار الأطفال للتطعيم”.
وأضاف “يجب احترام هذه الهدن الإنسانية المهمة بشكل مطلق. أوقفوا إطلاق النار!”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على تصريحات تيدروس.
ولا يزال التوصل إلى اتفاق أشمل لوقف إطلاق النار بعيد المنال بسبب الخلافات بين حماس وإسرائيل. ومن شأن هذا الاتفاق أن ينهي الحرب ويطلق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في قطاع غزة وكذلك فلسطينيين مسجونين لدى إسرائيل.
وتريد حماس التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بالكامل، وترفض أحدث المقترحات لهدنة مؤقتة، بينما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا عندما يتم القضاء على حماس.
واندلعت الحرب بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأسفرت الحملة العسكرية الانتقامية التي شنتها إسرائيل إلى استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني حتى الآن فضلا عن تدمير معظم القطاع.