قالت وزارة الصحة بقطاع غزة في بيان اليوم الأحد إن 87 شخصا في المجمل استشهدوا أو فقدوا تحت الأنقاض جراء هجوم إسرائيلي أمس على بيت لاهيا بشمال القطاع.
وأضافت أن الهجوم أسفر عن إصابة أكثر من 40 آخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من صحة التقارير حول القصف، وهو واحد من أدمى الهجمات منذ أشهر.
وفي وقت سابق قال الجيش إن إجمالي 73 شهيداً الذي أورده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يبدو مبالغا فيه نظرا لطبيعة الذخائر المستخدمة في الضربة التي قال إنها أصابت هدفا لحماس.
وقالت الوزارة إن عمليات الإنقاذ تعرقلها مشاكل في الاتصالات واستمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في محيط المنطقة بالقرب من خط الحدود مع إسرائيل.
وأضاف البيان “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وجاء الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من مساء أمس السبت بعد أسبوعين من بدء عملية كبرى في جباليا، إلى الجنوب مباشرة من بيت لاهيا، حيث تحاول قوات إسرائيلية مدعومة بدبابات تضييق الخناق على مقاتلي حماس المتبقين.
وكتب تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط على منصة إكس “مشاهد مروعة تتكشف في غزة، وسط الصراع والضربات الإسرائيلية المتواصلة والأزمة الإنسانية التي تزداد سوءا. أدين الهجمات المستمرة على المدنيين”.
وأضاف “يجب إطلاق سراح الرهائن، ويجب وقف نزوح الفلسطينيين، ويجب حماية المدنيين”.
وأدت أوامر إخلاء توجه السكان إلى الذهاب جنوبا إلى تأجيج المخاوف لدى الكثير من الفلسطينيين من أن العملية تهدف إلى تهجيرهم من الجزء الشمالي من غزة من أجل المساعدة في ضمان سيطرة إسرائيل على المنطقة بعد الحرب.
وتنفي إسرائيل أي خطط من هذا القبيل، قائلة إنها تحاول حماية المدنيين وفصلهم عن مقاتلي حماس.
ويقول الجيش إنه قتل عشرات المقاتلين الفلسطينيين المسلحين وعثر على أسلحة وفكك مجموعة متنوعة من البنية التحتية العسكرية خلال العملية في جباليا.
ويوجد في جباليا أحد مخيمات اللاجئين الثمانية الأقدم في غزة.
وقال سكان في جباليا إن قوات إسرائيلية داهمت ملاجئ تؤوي أسرا نازحة واعتقلت عشرات الرجال.
استمرار القتال الكثيف في غزة
بعد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار الأسبوع الماضي رأى البعض أن هناك أملا في إمكانية بدء خطوات نحو إنهاء القتال في غزة بعد أن استمر لأكثر من عام منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي نفذته حماس.
لكن القصف الإسرائيلي الأحدث يوضح مدى شدة الصراع في غزة حتى مع تحول التركيز الرئيسي لإسرائيل شمالا إلى عمليتها في لبنان ضد حزب الله.
ووفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، اسنشهد أكثر من 42600 فلسطيني جراء الهجوم الإسرائيلي على القطاع حتى الآن، ويُعتقد أن آلافا آخرين دُفنوا تحت الأنقاض. وأسفر الهجوم عن تدمير معظم القطاع الساحلي ونزوح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
ومع استمرار القتال، قال مسؤولو الصحة إن هناك نقصا حادا في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية اللازمة لعلاج المرضى في المستشفيات الثلاثة المتبقية التي لا تزال تعمل جزئيا في المنطقة.
وقال مسؤولون في مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة إن القوات الإسرائيلية تحاصر المنشآت، وفي مستشفى كمال عدوان قال مسؤولون إن المنشأة تعرضت لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية.