الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

السنوية الأولى لثورة 17 تشرين .. هذه هي الاسباب الاقتصادية وراء اندلاعها

سوقوا انها ثورة “الواتساب”، حاولوا افراغها من مضمونها الحقيقي، هي الثورة على الفساد والمحاصصة والنهب المنظم للمواطنين والوطن. ما قبل ثورة 17 تشرين تراكمات من المديونية وغياب الاصلاحات، وعلى وقع فرض الضرائب وحجز اموال المودعين وتغير في سعر صرف الدولار، اندلعت ثورة 17 تشرين.

الاكاديمي والخبير الاقتصادي بيار الخوري شرح لمراسلة “صوت بيروت انترناشونال” محاسن مرسل الاسباب الموجبة لثورة 17 تشرين، حيث قال “ما حصل في 17 تشرين هو مزيج من عدة عناصر، لكن الانهيار الاقتصادي حصل بعد 17 تشرين وليس قبله، سببه الاساسي عدم الثقه بالطبقة السياسية واحساس المواطنين بالاهانة، حيث كانت تعقد الصفقات “على عينك يا تاجر”، وكذلك الخلافات على المحاصصة في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة البطالة لاسيما في صفوف الخرجيين من الجامعات، في وقت بدأت الشركات اما بتسريح الموظفين او بدفع نصف راتب، شعر المواطنون انهم يتجهون الى المجهول، وقد كان لديهم كل الحق، و17 تشرين كان لحظة صدمة لدى الناس والاعلان بأنهم لا يمكنهم الاستمرار على ذات المسار”.

اهم ما في 17 تشرين، بحسب الخوري “انها لحظة وطنية جمعت كل الشعب، وما حصل بعد 17 تشرين اكد ان خوف الناس كان محق، حيث حصل الانهيار الاقتصادي الواسع، اولا من خلال حجز الودائع، ثانيا من خلال الـ “هيركات” المقنع على اموال المودعين، ثالثا “الكابيتل كونترول” الانتقائي حيث سحب النافذون في البلد اموالهم تاركين المواطنين عرضة للازمة، رابعا انهيار سعر صرف العملة، خامسا انهيار سوق العمل، كل ذلك اكد ان لحظة 17 تشرين كان لحظة وعي قوي ناتج عن عدم ثقة بالقيادة السياسية”.

لازلنا في المسار الانحداري بحسب الخوري الذي اكد ان “ما حصل منذ ايام، اي شح الليرة الذي استكمل شح الدولار هو استمرار لعملية الانحدار في الازمة” واضاف “نحن اليوم في بلد يعاني من مشكلة نقص في الدولار ونقص في الليرة، الان لا احد يقبل البيع من خلال وسائل الدفع البلاستيكية، السوبرماركت، الصيدلية ومحطات المحروقات، واقتصاد “الكاش” هو من اخطر انواع الاقتصاد، حيث الارجح ان تتحكم به حيتان المال وليس الدورة الاقتصادية، وفي ظل ضعف السلطة النقدية المتحكمة بالمصرف المركزي هذه الحيتان تتحكم بالبلد” مؤكدا ان “نظام المصرف لو لم يكن ضرورة للاقتصاد لما وجد، ونحن في بلد نظامه المصرفي مشلول بشكل كامل”.

وعن الثورة تحدث الخوري قائلا ” مثل كل ثورات الأرض، لبنان ليس لديه الخبرة بالثورات، وهذه أول تجربة وطنية، وبينما لدينا تجارب طائفية كثيرة، لكن تبقى هذه التجربة الوطنية الاولى التي جمعت كل الناس، تماما مثل الطفل الذي يتعلم أولى خطواته في المشي، يقع ويقف أكثر من مرة حتى يتعلم الوقوف أكثر من الوقوع، يلزمنا الوقت وكذلك ضرورة استنتاج التجارب، كما يجب على مجموعات الثورة الخروج من مبدأ الشللية.”

ويختم الخوري ” لدينا مشكلتان، الأولى هي النظام والثانية هي عقلية النظام التي انتقلت إلى مجموعات الثورة، الجميع غير متوافق، وليس هناك سعي نحو إنضاج رؤية موحدة رغم الاختلافات، وهذا يضعف من إمكانية إنتاج معارضة رشيدة لنظام غير رشيد.”

سنة من المرواحة والسقوط الحر وما من اجتراح للحلول، للحؤول دون مزيد من ذوبان للاقتصاد الوطني.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال