وسط ترقب شديد للحوار الذي دعا إليه المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان الذي يحط في بيروت، اليوم الإثنين، وما يمكن أن تتركه من انعكاسات على مصير الاستحقاق الرئاسي، لا يبدو أنّ الأجواء قد تكون مهيأة لانفراجات على هذا الصعيد في المدى القريب، في ظلّ إصرار “الثنائي الشيعي” على مرشحه سليمان فرنجية، في مقابل رفض قوى المعارضة هذا الترشيح.
وبحسب مصادر مطلعة، وعلى الرغم من أن “حزب الله” ما زال مصرًا على دعم فرنجية، إلا أن ما تم تسريبه عن الاجتماع السري الذي جمع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بالنائب محمد رعد رئيس كتلة الحزب النيابية، فتح الباب لسيل واسع من التساؤلات والتحليلات، حول ما يمكن أن يتأتى عن هذا الاجتماع، في ظل الصعوبات الكبيرة التي تعترض وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، في مقابل ما يقوله “الثنائي”، من أنه لا يضع فيتو على اسم قائد الجيش.
وتقول المصادر لموقع “صوت بيروت إنترناشونال”: “إذا كان الحوار الذي اقترحه رئيس المجلس النيابي بين الأطراف اللبنانية حول الرئيس المنتظر قد “طار”، وإذا كان نصاب جلسة الانتخاب الأولى قد “طار” هو الآخر بسبب مقاطعة المعارضة لها، فإن كل ما بقي هو العودة إلى المرشح الوحيد الذي لم يرشح نفسه، وهو قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون”.
وتؤكد المصادر أن فرصة مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، بدخول قصر بعبدا، صارت من قبيل العدم. وهو ما دفع “الحزب” إلى أن يرسل رئيس كتلته النيابية محمد رعد للقاء العماد عون قبل أيام، ليستمع إلى تصوراته حول مأزق البلاد، وما إذا كان مستعدًا للقبول بشروط “الحزب”.
ومما لا شك فيه، وفقًا للمصادر المطلعة، فإن اسم العماد عون سيكون على رأس قائمة المشاورات التي يجريها لودريان وهو يحمل “الحاسبة” ليجمع عدد ما يمكن أن يحصل عليه من الأصوات. وحيث أنّ حزب الله كان يتفاوض مع باسيل حول شروطه لدعم فرنجية، ومنها مشروع قانون اللامركزية والصندوق الائتماني، فإن لدى الحزب منفذًا لتبرير “تكويعته” هو أنه سيظل يدعم جانبًا من هذه المطالب كائنًا من كان الرئيس المقبل.