تلقف لبنان الرسمي بإيجابية المبادرة الأميركية التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن للمساعدة في صياغة حل على الحدود اللبنانية، طالباً وبالتشديد على ثوابته في تنفيذ القرار ١٧٠١ بشكل شامل وتحقيق حلول دائمة تحفظ السلم والأمن الاقليميين وانسحاب اسرائيل من ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة حتى الحدود المعترف بها دولياً ووقف خروقاتها البرية والبحرية والجوية للوصول الى مرحلة استقرار مستدام في الجنوب.
ويكشف مصدر ديبلوماسي غربي ل”صوت بيروت انترناشيونال” عن تحقيق المساعي الفرنسية حضّ الأميركيين على تزخيم الجهود بالنسبة الى الحل للبنان ولملف غزة نجاحاً كبيراً. اذ جاء الموقف الرئاسي الأميركي عشية انعقاد القمة الأميركية-الفرنسية بعد غد الخميس في فرنسا بمثابة رسالة سياسية لكافة الأطراف في المنطقة بأن الإدارة الأميركية لن تترك الأمور في المنطقة تتدحرج أكثر ولن تترك الوضع اللبناني أو تتخلى عنه أو تسمح بحصول حرب. وتكشف المصادر أن مقررات القمة ستتضمن فقرة خاصة حول لبنان، وستأتي بلورتها في المرحلة التي تلي القمة.
وتقول المصادر، أن مقررات القمة ستعكس تكريساً واضحاً للتقارب الأميركي-الفرنسي حول ملف لبنان وملفات المنطقة، في إطار توزيع أدوار وتكامل أدوار حيث لا مشكلة بين الديبلوماسيتين الأميركية والفرنسية. والموقف الذي سيتخذ حول لبنان في القمة سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة لحضور لبنان في ملفات المجتمع الدولي على أعلى المستويات، حيث هناك استحقاقات كبيرة في العالم، يتوجب مواجهتها. ومن أبرزها الانتخابات الأميركية والانتخابات الايرانية والانتخابات الأوروبية . وبالتالي إذا لم يتلقف المسؤولون اللبنانيون أهمية وجود ملف لبنان في القمة والتجاوب مع مقتضيات ذلك، سيخرج ملفه عن سلم الأولويات. وهذا ما يفسر موقف الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيڤ لودريان حول إمكان زوال الكيان السياسي للبنان وهذا ليس بمعنى العقوبات بل الخطر على الصيغة اللبنانية، وصولاً الى عدم قبول السلطات السياسية تجديد نفسها، وصولاً أيضاً الى الخطر على سمعة لبنان وصورته أمام العالم. اذ يسعى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، ولبنان لا يساعد نفسه.
الدول سلمت جدلاً بربط الجبهات في الحرب الحاصلة وقدمت مبادرات لدرء مضيعة الوقت والتحضير لمرحلة الاتفاق على وقف النار. المنطقة حتماً آتية على تفاوض وترتيبات لفترة ما بعد الحرب، وهذا ما سيكون في صلب جدول أعمال القمة ان من حيث مستقبل الدولة الفلسطينية، الاعتراف أم لا، صيغة الاعتراف والمتطلبات الأمنية.
وتشير المصادر، الى أن لبنان لديه القرار ١٧٠١، وكل المسار التفاوضي هدفه السلام المستدام، وليس فقط تطمين اسرائيل، بل الحفاظ على مصلحة لبنان واللبنانيين.
لذلك تصر فرنسا على عدم ربط الرئاسة بملف المنطقة والربط بين الجبهات، وهذا ما أبلغته للأميركيين في الاتصالات التحضيرية للقمة. وثمة اصرار من باريس التي تستضيف القمة على وجود رئيس في لبنان لكي لا يقع الحل على حساب هذا البلد، بل ليكون حاضراً لدى التفاوض من خلال وجود رئيس للجمهورية.