الجمعة 8 شعبان 1446 ﻫ - 7 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة قيد الإنجاز.. فهل ستكون على قدر الآمال؟

في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس المكلف نواف سلام فكفكة العقد لانبثاق حكومة العهد الأولى، حط في بيروت خلال اليومين الماضيين كل من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، وذلك ضمن زيارات التهنئة والدعم الدولية والإقليمية المتواصلة منذ انتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس سلام تشكيل الحكومة.

ولكن المفاجأة غير المتوقعة والأكثر حراجة للعهد الجديد،والتي تزامنت مع زيارة الوفد الكويتي الى بيروت، هو اعلان إسرائيل رفضها الانسحاب من بعض المناطق الجنوبية، مما يعني حتمية خوض لبنان معركة ديبلوماسية شرسة في اتجاه الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، للضغط على إسرائيل الالتزام بالاتفاق.

ولكن مهما يكن، فان الرئيس سلام لا يزال منكبا على تشكيل الحكومة العتيدة دون ملل او كلل، وبعيدا عن الاعلام، رافضا اطلاع أقرب المقربين اليه على الخطوط التفصيلية لما يحاول إنجازه، وهو مستمر بعقد اللقاءات واجراء المشاورات مع المعنيين، والعمل بصمت وروية على تدوير الزوايا، لوضع لمساته الأخيرة على التشكيلة قبل الذهاب بها الى بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية عليها، في ضوء تأكيده بانه ليس صندوق بريد لاحد، وما يقوم به هو ضمن تطبيق الدستور اللبناني والصلاحيات المُعطاة له.

من هنا، تؤكد مصادره انه لن ولم يطلب أي موعد مع الرئيس عون قبل ان تصبح لديه رؤية واضحة عن التشكيلة الحكومية، الذي يسعى لان تكون متجانسة ومختلفة عن الحكومات السابقة، من اجل تحقيق ما هو مطلوب منها، ان كان على الصعد الإصلاحية او الاستحقاقات المقبلة المتعددة، وعلى سلم أولوياتها في المرحلة القريبة القادمة تطبيق القرار 1701 بكافة حذافيره، خصوصا ان المجتمع الدولي سيتابع ويراقب ما ستقوم به الحكومة على كافة المستويات.
وإذ اعتبرت المصادر، ان مشاورات التأليف لا زالت ضمن الوقت الطبيعي لها، لا سيما ان الرئيس سلام لم يمض على تكليفه أسبوعين، ذكرّت بان الاخير لم يضع ومنذ البداية اي موعد لتشكيل حكومته، معتبرة بان الرئيس المكلف يعمل بسرعة على انجاز التشكيلة وفي الوقت نفسه دون تسرع، خصوصا انه يعي دقة المرحلة، وهو كان واضحا عندما قال:” علينا عدم تفويت الفرصة الاستثنائية للبنان”.

وتنقل مصادر الرئيس المكلف “لصوت بيروت إنترناشونال” ارتياحه لما سمعه من الوفدين السعودي والكويتي من دعم غير محدود للبنان ولحكومته، من خلال الكلام الواضح الذي عبرا عنه خلال اجتماعه معهما، مع التأكيد على ان الوزير السعودي تحديدا، شدد على أهمية قيام الدولة اللبنانية بالإصلاحات المطلوبة بأسرع وقت لإعادة الثقة العربية والدولية بالبلد، وهو ما اكد عليه أيضا الرئيس المكلف امام الوزير بن فرحان من خلال عزمه على القيام بالإصلاحات السياسية والإدارية والقضائية والمالية، وتشير المصادر أيضا الى أهمية زيارة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي رافق الوزير الكويتي، خصوصا لجهة ما اعلنه من دعم مجلس التعاون للبنان ، والتوجه لمساعدته في ما خص مشاريع التنمية الاقتصادية بعد تحقيق الإصلاحات المنشودة، كاشفا عن توجه لإعداد برنامج خليجي بالتنسيق مع الحكومة المقبلة، إضافة الى ان البحث مع الرئيس المكلف تناول مسألة عقد منتدى استثماري-خليجي في بيروت خلال الأشهر القادمة.

من ناحيتها، تعتبر مصادر سياسية متابعة لزيارة الوزير بن فرحان، بان ما أعلنه الأخير يُعتبر مؤشرا إيجابيا جدا ومحوريا في إعادة احتضان المملكة للنهج الجديد في لبنان، وحرصها على استقراره وازدهاره وانتظام عمل مؤسساته الدستورية وعودة القرار العربي والدولي له.

وأبدت المصادر تفاؤلا، حيال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس عون الى الرياض بعيد تشكيل الحكومة، والتي ستتوج بالتوقيع على ٢٢ اتفاقا جرى اعدادها في وقت سابق، وتتعلق في مجالات الاعمار والتربية والاقتصاد والطاقة والصحة وغيرها.