على بعد أقل من ثلاثة أسابيع عن موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، تنشط الاتصالات والاجتماعات لإنجاح الجلسة التي تبقى في واجهة الاهتمام محليا ودوليا، للوصول إلى انتخاب رئيس وإنهاء مرحلة الشغور المستمرة منذ قرابة 26 شه، في الوقت التي تخضع فيه بورصة الترشيحات لارتفاع لافت للأسماء .
وكما بات معلوما ، فان التطورات والمستجدات السياسية والأمنية الدولية والإقليمية والمحلية، كلها عوامل تدفع إلى ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية لمواكبة التحولات الراهنة في ضوء المتغيرات التي طرأت على التوازنات اللبنانية والإقليمية، والتي أدت إلى سقوط تلقائي لمرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي لم يسحب ترشيحه رسميا حتى الآن كما أنه لم يسم أحدا.
من هنا، فان كل المؤشرات تؤكد أن الأيام القليلة الفاصلة عن فترة الأعياد ستشهد حركة تفاوضية ناشطة لانضاج ظروف انتخاب رئيس جديد في الجلسة المقبلة، وفق المواصفات التي كانت حددتها اللجنة الخماسية في اكثر من محطة حسب مصادرها، واهمها ان يكون الرئيس المقبل جامعا يحمل خطة إصلاحية، إضافة إلى التزامه بالعمل على تطبيق الدستور وتنفيذ القرار 1701.
وتؤكد المصادر “لصوت بيروت إنترناشونال” بان الوقت الراهن هو افضل وقت لانتخاب رئيس للجمهورية لبناء الدولة وإعادة انتظام العمل في مؤسساتها، كاشفة ان سفراء الدول الخمس رغم عطلة الأعياد سيسعون لبذل كافة الجهود للتوصل الى انتخاب رئيس في التاسع من الشهر المقبل.
واذ تجدد المصادر التأكيد بان الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق لبناني وعلى النواب انتخاب الرئيس المناسب للمرحلة المقبلة، تنفي ان يكون هناك اسم محدد تريد اللجنة فرضه على اللبنانيين، وقالت المصادر:” يبدو حتى الآن ان الصورة لا زالت ضبابية فيما خص اسم الرئيس، حيث من الواضح ان الأطراف السياسية اللبنانية لم تحسم بعد مواقفها حيال الاسم.”
وحول هدف زيارة الوزير القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي الى لبنان وعما اذا كان حمل اي مقترح جديد ، اعتبرت المصادر بان زيارة المسؤول القطري اتت في اطار دعم قطر للبنان على كافة المستويات، خصوصا ان هناك اصرارا من قبل الدوحة بالاستمرار بدعم الجيش اللبناني على كافة الاصعدة، كما ان لديها النية بالمساهمة باعادة الاعمار وتقديم كل ما يمكن لتطوير البنية التحتية ، باعتبار ان قطر كانت وستبقى تقف الى جانب لبنان وشعبه وهو ما يؤكد الاهتمام به وبمستقبله.
من ناحيتها، املت مصادر سياسية مقربة من الرئيس نبيه بري ان يصعد الدخان الأبيض من المجلس النيابي في التاسع من الشهر المقبل، وأن يتمكن المجلس من انتخاب رئيس ، خصوصا ان المرحلة المقبلة تحتاج الى شخصية انقاذية وفي نفس الوقت تربطها علاقات جيدة بالدول العربية ، باعتبار انه لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان ينهض لبنان دون مساعدة ودعم اشقائه العرب، مشيرة الى انه اذا لم يحظى الرئيس المقبل بثقة عربية فان لا مساعدات ولا استثمارات قادمة الى البلد.
وعما اذا كانت اسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون هي الاعلى بين المرشحين الرئاسيين حتى الآن، تلفت المصادر الى ان اسم القائد من بين الاسماء المطروحة، ولكن ليس بالضرورة ان يكون اسمه في طليعة الاسماء، رغم ان “اللقاء الديمقراطي” تبنى ترشيحه علنيا كما ان الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يعمل على تسويقه.
في المقابل، ترى المصادر بان المرحلة المقبلة لا سيما التزام لبنان بتطبيق 1701 والمرحلة المقبلة تتطلب بقاء العماد عون في موقعه كقائد للجيش في ظل الارتياح الدولي لادائه.