الرئيس ماكرون
طفح “الكيل الفرنسي” وفاض وتجلى بوضوح من خلال كلام وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان :”ان المسؤولين السياسيين اللبنانيين لا يساعدون بلداَ يواجه مخاطر” وكأنه يردد شعارات معظم الشعب اللبناني “كلن يعني كلن” .
يعي لودريان والسلطات الفرنسية مدى خطورة الوضع, لذا حذر بأن “الوقت قصير جداَ قبل الانهيار” ولكن كلامه لم يظهر ان هناك اعادة احياء للمبادرة الفرنسية او تدخل لوقف الانهيار الذي تحدث عنه, بل اكتفى بسرد المحاولات التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون, وان الحل يكمن في يد المسؤولين اللبنانيين. فهل ستفرض فرنسا عقوباتها على المسؤولين اللبنانيين الذين تقاعصوا عن الاصلاحات التي وعدوه بها.
الخبير في الشؤون الاوروبية عموماَ والفرنسية خصوصاَ تمام نور الدين اكد في حديثه الى “صوت بيروت انترناشيونال” ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هدد بالعقوبات في زيارته الاولى للبنان في حال لم يف السياسيون اللبنانيون بالوعود التي قطعوها له في قصر الصنوبر , كونه كان على يقين بان هؤلاء سيتخاذلوا .
واضاف نور الدين ان المبادرة الفرنسية مازالت قائمة , وان السياسية الفرنسية تعتمد مفهوم “الجزرة والعصا” فعندما لا تنفع الجزرة ستستعمل العصا , وهذا ما ظهر جليا في مؤتمره الصحافي الاخير عن لبنان الذي لم يكن قاسياَ بشكل واضح , ولكن الدردشة التي حصلت في الاليزيه بينه وبين عدد من الاعلاميين ,كانت اكثر صرامة وصراحة حيث عبر بشكل واضح عن رأيه بالمسؤولين اللبنانيين عندما وصفهم ب”الخونة” .
وتابع نور الدين ان المبادرة الفرنسية بدأت قبل انفجار مرفأ بيروت واستمرت بعده وقد راهن الرئيس الفرنسي على الشعب اللبناني بعد تخاذل المسؤولين , بان ينتفض كما حصل في شباط 2005 عندما ساهم في اخراج الجيش السوري من لبنان , لكن هذه المرة تمت اخافتهم وترهيبهم .
وبالعودة الى كلام وزير الخارجية الفرنسي لودريان ,لفت نور الدين الى ابرز ما ورد في المؤتمر الصحافي الذي عقده المسؤول الفرنسي, حين ابتكر مصطلح جديد وهو الامتناع عن مساعدة بلد في خطر وكانه يصف المسؤولين السياسيين بالمجرمين, وهو امر يعاقب عليه القانون الفرنسي وهذا الامر يجهله من لا يعرف القانون الفرنسي الذي يعتبر هذا الفعل جريمة توازي عملية القتل بشكل غير متعمد لا بل تتعداها وتكون عقوبتها اكبر وتنافي الاخلاق وينظر اليها المجتمع الفرنسي بحقارة.
ويتابع نور الدين ما زالت اليد الفرنسية ممدودة ولكن الوقت بدأ بالنفاذ ولبنان لم يدخل في الانهيار وهو كسفينة “التايتنيك” كما وصفوه سابقاَ ينتظر لحظ الارتطام والتي تتثمل بنفاذ الدولار من المصرف المركزي.
اما على صعيد الحكومة وعدم ولادتها يرى نور الدين ان الهدف الاساس للسطات الفرنسية هي الاصلاحات وفق البرنامج الفرنسي الذي على اساسه سيفرج عن المساعدات. لافتاَ الى ان المشكلة ليست بين سعد الحريري وجبران باسيل بل اكبر منهما وهي تتثمل بالدويلة داخل الدولة وحلفائهم .
واضاف نور الدين لا يمكن تأليف حكومة لبنانية من دون رضا السعودية ودول الخليج, فلا يمكن شتم هذه الدول وطلب المساعدة منها فيما بعد .
وبسؤاله عن التحركات التي تجري على خط الامارات وروسيا والدور الفرنسي في هذا المجال , يرى نور الدين ان الامر هو محاولة لأخذ الرضا السعودي بسبب “انعدام الثقة السعودية بسعد الحريري” , وان المملكة كانت وما زالت على مسافة واحدة من الجميع .
وفي الختام شدد نور الدين على ان السعودية شريك اساسي في اي حل سواء مع ايران او في لبنان, والدليل ما عبر عنه الرئيس الفرنسي عندما اسف لعدم اشراك السعودية في الاتفاق النووي الايراني سابقاَ ,وشراكتهم مستمرة وسيحمل الهواجس السعودية في حال لم يتم اشراك المملكة , لاسيما ان العلاقات بينهما بدأت منذ ستينات القرن الماضي, مع بدء عملية تحلية المياه وصولا الى قضايا مكافحة الارهاب والاستثمارات الكبيرة التي ستقوم بها على الاراضي الفرنسية , كما ان زيارة ماكرون للسعودية ستكون للاعلان عن فاتحة استثمارات كبيرة في فرنسا في المجال الاقتصادي والرياضي.