العقيد المظلي فايز الاسمر
في خضم الازمة التي تعيشها روسيا على حدودها المباشرة مع اوكرانيا وغير المباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها فهي ايضاً تتخبط في اكثر من منطقة ولاسيما سوريا التي تعتبر موطئ القدم لها في الشرق الاوسط الا انها تتشاركه مع ايران وميليشياتها و”التنظيمات الارهابية ” وقوات سوريا الديمقراطية” وبالطبع تركيا والجيش الاميركي والمعارضة السورية.
اهمية سوريا بالنسبة للروس لا تكمن كونها القاعدة الوحيدة لهم انما ورقة تستعملها في مواجهة الولايات المتحدة والدول الاوروبية وهذا الامر يشكل رافعة لايران ايضاً ولكنها لا تملك القدرة على “لي ذراع الروس” .
“صوت بيروت انترناشونال” حاور المحلل العسكري والامني والباحث في الاحداث السياسية الشرق اوسطية العقيد المظلي فايز الاسمر الذي اكد انه مما لاشك ان لروسيا بتدخلها المباشر في سوريا بقضها وقضيضها في نهاية أيلول 2019 الدور الأكبر في أعادة التوازن النسبي للنظام وبقايا جيشه المهلهل من خلال استعادة السيطرة بمساعدة “حزب الله” والميليشيات الايرانية على الأرض وغالبية المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل، وبالتأكيد ان جيش الاسد واداراته وفرقه العسكرية واجهزته الامنية الآن تعاني غالبا من فقدان الانضباطية والمؤسساتية واصبح مكون هلامي متعدد الولاءات ما بين روسيا وايران. ولا يملك القرار العسكري لا بل والسياسي السيادي بتواجد أصحاب النفوذ، عكازيه (إيران والروس).
واضاف الاسمر عمليا إن إيران شئنا أم أبينا وشاءت موسكو ام أبت فالواقع الميداني يقول أنها متواجدة منذ بدايات الثورة وحرسها الثوري واذرعها وصواريخها الآن منتشرة في غالب المناطق السورية وخاصة في المناطق الجنوبية القريبة من حدود الجولان وفي الوسط وكامل الحدود اللبنانية من القصير شمالا إلى جبل الشيخ ناهيك عن البادية الشامية والحدود العراقية السورية من حدود قاعدة التنف الامريكية ال 55 وصولا لمعبر البوكمال المقابل لمعبر الوليد العراقي ناهيك عن التواجد الميداني في مطارات النظام العسكرية كمطار التيفور ومطار الديماس والثعلة في السويداء والضبعة في حمص وغيرها إضافة لوجود مقرات رصد واستطلاع وجمع معلومات في بعض فرق النظام وعلى كامل القطاعات.
اما بالنسبة ل”حزب الله” ومدى سيطرته وسطوته اعتبر العقيد الاسمر انه بالطبع تابع لايران وخاضع في سوريا ولبنان للإملاءات الإيرانية و لإسماعيل قاآني، وايران تحدد له قطاع المسؤوليات على الجغرافيا السورية والتي لا يمكن أن يحيد عنها.. وطبعا في مناطق تواجد قطعات وبقايا حواجز وجيش النظام، فحزب الله وايران هم أصحاب الكعب الأعلى في المنطقة بدون منازع لافتا الى ان الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد واللواء 105 و106 حرس جمهوري و الفرقة الاولى في الكسوة والفرق التاسعة والوية أخرى ضمن الفرق تتبع الأوامر الإيرانية.
وبسؤاله عن الوضع الايراني الآن على صعيد المنطقة اعتبر الاسمر انها بالتأكيد في وضع لا تحسد عليه فمن الممكن أن تكون كبش المحرقة، فهي من ناحية تتلقى ومنذ سنوات مئات الضربات الإسرائيلية على مصالحها وتموضعاتها على الجغرافيا السورية والمترافق بصمت روسي لا بل والغارات الإسرائيلية لا يمكن أن تحدث دون تنسيق تل أبيب قبل القيام بغاراتها مع غرفة حميميم واقلها قبل وقت قصير وذلك لتنسيق الكوردورات الجوية التي سيستخدمها الطيران الإسرائيلي لتجنب الاصطدام والحوادث الجوية مع الطيران الروسي النشط في الأجواء السورية وايران تعرف ذلك وخاصة في منع روسيا النظام من تفعيل منظومة الدفاع الجوي s300للتصدي الناجع للطيران الاسرائيلي.
وختم الاسمر ان إيران لا تستطيع حقيقة الخروج من تحت عباءة روسيا في سوريا ولو على مضض فهي تعرف جيدا انها بحاجة الموقف والفيتو الروسي في اي تصعيد أمريكي او أوروبي تجاه الملف النووي و الصواريخ الاستراتيجية والعقوبات، ومن المحتمل ان التخوف هو الذي سيسيطر خلال الأيام القادمة لان روسيا قد تتنازل ضمن تفاهمات سياسية معينة عن فكرة التصعيد في اوكرانيا ولو مؤقتا ويكون الثمن تنازلات من واشنطن والاوروبيين في الملف السوري الذي يعتبر الملف الأضعف وغير المهم بالنسبة لهم و لواشنطن، يضاف اليها بعض التنازلات في الملف النووي الايراني وهذا ما لمسناه في تخفيف واشنطن العقوبات عن ايران.