الأربعاء 15 رجب 1446 ﻫ - 15 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المنطقة تحبس أنفاسها.. والعين على نتائج مفاوضات القاهرة

أيام مفصلية تنتظر لبنان لتبيان نتيجة الاتصالات والمفاوضات الديبلوماسية الناشطة والتي بدأت اول حلقاتها نهاية الأسبوع الماضي في الدوحة والتي تستأنف قريباً في القاهرة، وذلك جراء ارتباطها المباشر بمصير الأوضاع الأمنية في لبنان والمفتوحة على كافة الاحتمالات، خصوصا بعد التطورات التي جرت خلال الأشهر الماضية والتي طالت عمق الأراضي اللبنانية ، لا سيما بعد اغتيال فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية، والتي أتت بالتزامن أيضا مع اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وتأخر الرد المنتظر من قبل كل من ايران وحزب الله، دون ان ننسى أيضا الغارات الإسرائيلية التي طالت مرفأ الحديدة اليمني، كل هذه التطورات تؤكد ترابط ملفات المنطقة بعضها ببعض من غزة الى اليمن وطهران وصولا الى لبنان، مما يعني صعوبة تجزئة هذه الملفات.

ورغم زحمة الموفدين الذين زاروا لبنان الأسبوع الماضي لاستطلاع اخر الأجواء والتأكيد على الموقف الدولي بضرورة ضبط النفس والتمسك بالقرار ١٧٠١، الذي هو المدخل الأساسي لتثبيت الامن والاستقرار، تشخص الأنظار الى القاهرة وما يمكن ان تنتهي اليه المفاوضات هناك ، والتي استدعت زيارة استثنائية لوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الى اسرائيل وهي العاشرة له منذ السابع من تشرين الأول الماضي بدء عملية ” طوفان الأقصى”، والتي من المقرر ان تليها زيارة يقوم بها اليوم الى القاهرة للوقوف على اخر المستجدات عشية استئناف المفاوضات هناك، والتي في حال نجاحها يمكن التعويل على ارتداد ذلك بشكل حتمي على لبنان.

علما ان الولايات المتحدة الأميركية كانت حذرت السلطات اللبنانية عبر موفدها الى بيروت اموس هوكشتاين الأسبوع الماضي من قيام “حزب الله” بالرد على اغتيال شكر، ناقلا ان إسرائيل باتت على كامل الاستعداد الى رد واسع على ذلك من شأنه ان يؤدي الى خراب لبنان، مع اعتبار إسرائيل ان اغتيالها لشكر جاء ردا على حادثة “مجدل شمس”.

مصادر سياسية متابعة للاتصالات الجارية تستبعد عبر “صوت بيروت انترناشونال ” ان تتوسع الحرب بين لبنان وإسرائيل في ضوء امساك ايران بالورقة اللبنانية بامتياز .

ولكن في المقابل، تعتبر المصادر ان موضوع الرد على إسرائيل من قبل الحزب سيبقى مضبوطا وتحت السيطرة وضمن قواعد الاشتباك التي اعتدنا عليها، الا في حال حصول تطور امني كبير في إسرائيل شبيه بحادثة “مجدل شمس” من خلال خطأ ربما في الحسابات، عندها قد تتفلت الأمور نحو المجهول.

واعتبرت المصادر الى ان فيديو “عماد ٤” الموزع من قبل “حزب الله” نهاية الأسبوع الماضي، يأتي في طار المسلسلات التي اعتاد الحزب على نشرها مثل “الهدهد” وغيره من المسلسلات، وبانه يأتي من باب تهويل لإبراز قوته امام بيئته أولا وامام العالم وإسرائيل خصوصا.

واثنت المصادر على قرار مجلس الوزراء الأخير والقاضي بتطويع ١٥٠٠ عنصر لصالح الجيش اللبناني، ورات انه يأتي ضمن اطار تعزيز عديد الجيش اللبناني، تمهيدا لتعزيز عتاده وقدراته الذي سيكون له دور في تنفيذ القرار ١٧٠١، وهذا الامر كان أيضا في صلب المباحثات التي اجراها هوكشتاين في بيروت خلال زيارته الأخيرة والتي تناولت المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، لا سيما خلال اجتماعه مع قائد الجيش العماد جوزيف عون.

وترى المصادر الى ان الإدارة الأميركية اذا ارادت فهي باستطاعتها ممارسة ضغوطا كبيرة على كافة الأطراف، للوصول الى نتائج إيجابية، ولكن تعود هذه المصادر لتشير الى اننا نمر في مرحلة شراء للوقت والجميع يريد الاستفادة من ذلك قبل الانتخابات الأميركية، كما ان طهران تحديدا تحاول استغلال الأوضاع الراهنة للحصول على المزيد من المكاسب.

اذا فان المنطقة ككل تعيش حبس انفاس في انتظار مخاض المفاوضات، والتي من شأنها حسم كافة الأمور.