مورغان أورتاغوس
أشعلت مواقف نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في مستهل زيارتها الاولى الى لبنان من منبر القصر الجمهوري الساحة الداخلية، والتي تعاني أساسا حماوةً مرتفعة نتيجة مخاض تشكيل الحكومة.
وبطريقة غير مباشرة ارادت اورتاغوس توجيه رسائل إلى المسؤولين اللبنانيين، تتعلق بموقف الادارة الاميركية من مشاركة ” حزب الله” في الحكومة الجديدة، حيث اعتبرت بأن الحزب لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية، بعد انتمت هزيمته عسكريا وانتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم حسب قولها.
فمواقف المسؤولة الأميركية التي أطلقتها بُعيّد اجتماعها مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، دفعت دوائر القصر الى إصدار بيان يؤكد عدم تبني ما قالته أورتاغوسمن القصر الجمهوري، وأشار البيان إلى ان بعض من مواقفها يعبر عن وجهة نظرها، وأن رئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به.
ولكن القضية لم تقف عن هذا الحد، انما قابلتها مواقف اعتراضية على الأرض من قبل مجموعة شبابية تابعة “لحزب الله” عمدت الى اقفال بعض الطرقات، احتجاجا على ما قالته المبعوثة الأميركية، إضافة الى ذلك عمد عدد من المسؤولين في الحزب والموالين له لإصدار ردود عنيفة على مواقف المسؤولة الأميركية.
في هذا الوقت، كان الرئيس المكلف نواف سلام يضع لمساته الأخيرة على تشكيلته الحكومية والتي تضم شخصيات شيعية مقبولة دوليا حسب المواصفات والمعايير المطلوبة، ولكنه فشل مرة جديدة على النجاح في تمرير الاسم الشيعي الخامس بعدما اعتذر الوزير السابق ناصر السعيدي عن توليه المنصب الوزاري، وهذا الامر دفع بالرئيس المكلف لزيارة قصر بعبدا للتشاور مع الرئيس عون وللبحث مجددا عن اسم بديل قبل عرضه على رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة أشارت عبر “صوت بيروت انترناشونال” على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة، خصوصا اننا امام مرحلة تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط ولبنان تحولات جذرية مصيرية، كما انه لم يعد هناك ترف الوقت لإضاعة المزيد من الفرص التي من الممكن في حال عدم تلقفها، ان تترتب تداعيات جمة على البلد تجره الى منعطف اخر، وهذا ما يؤكد عليه كافة الزوار العرب والأجانب.
وترى المصادر ان لبنان بأمس الحاجة للانتقال الى ضفة التغيير والمسار النهضوي، لإخراجه من المأزق الذي يتخبط فيه منذ سنوات ويُخرجه من عزلته الدولية ويُعيدهالى بيئته العربية.
وتعتبر المصادر بان “الثنائي الشيعي” يحاول منذ تسمية الرئيس المكلف القيام بمناورات تكتيكية، وهذه استراتيجية يعتمدها منذ سنوات عند تشكيل الحكومات، والتي لا تزال حاضرة ولم تتغير بفعل المتغيّرات الكثيرة التي حصلت سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وذلك بهدف الدفاع عن المزيد من المُكتسبات ضاربا عرض الحائط مصلحة لبنان واللبنانيين.
وبالعودة الى مشاورات التكليف، تذكّر المصادر بكيفية امتناع الثنائي بداية عن تسمية الرئيس سلام او أي اسم اخر، ملوحا بعد ذلك بإمكانية عدم مُشاركته بالحكومة وعدم منحها الثقة، ومن ثم رفع أعضاء كتلتيه شعار الميثاقية باعتبارهما يحتكران تمثيل المُكون الشيعي في مجلس النواب، ولكن ما لبث ان اتضح لاحقاً أن تلك المناورة أتت وكالعادة من قبيل الابتزاز السياسي لتحقيق مكاسب فئوية، مصرا على ان تكون الحصة الشيعية في الحكومة كاملة تحت جناحيه، على الرغم من مراعاة خاطره في العديد من الأمور واهمها حقيبة وزارة المال ، مع العلم أن إصراره عليها هو لاستمراره بالتحكم بالتوقيع الثالث في وزارة الماليّة.
وختمت المصادر بدعوة “الثنائي الشيعي” على التعاطي مع شركائه في الوطن بالتواضع، خصوصا ان المرحلة المقبلة ستكون مختلفة عن الفترة الماضية إقليميا ودوليا ،بعد الهزيمة التي منيّ فيها “حزب الله” من جراء حرب الإسناد، ومحاصرته دوليا وإقليميا.