تشكل مخيمات اللاجئين التحديات الأمنية والاستقرارية، ومخيم عين الحلوة ليس استثناءً. شهد المخيم عدة توترات وصراعات على مر السنين بين مختلف الفصائل والجماعات، تحول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين إلى معضلة أمنية حقيقية للبنان، على ضوء استمرار المواجهات الدائرة بين مقاتلي حركة فتح وجماعات إسلامية، وسط تساؤلات حول السبب الذي يحول دون تدخل السلطات اللبنانية لوضع حد لما يجري، لاسيما مع وجود مؤشرات على إمكانية تمدده إلى مخيمات فلسطينية أخرى منتشرة في لبنان.
وشهد مخيم عين الحلوة عدة جولات من الاشتباكات منذ أواخر يوليو بين حركة فتح ومقاتلين إسلاميين، وكان يجري في كل مرة اتفاق بين الطرفين لكن سرعان ما يتم انتهاكه، وكأن هناك “أيادٍ خفية” تعمل على زعزعة استقرار المخيم.
وكانت وسائل إعلام قريبة من حزب الله شنت حملة على الحكومة والجيش اللبناني متهمة كليهما بالانحياز إلى حركة فتح في الصراع الدائر مع الجماعات الإسلامية في مخيم عين الحلوة.
ويرى مراقبون في حديث عبر “صوت بيروت انترناشونال”، أن هذه الحملة تعكس وجود غضب لدى حزب الله من استمرار تمكين فتح من إدارة الوضع الأمني في المخيم ورغبة الحزب في أن تتسلم الجماعات الإسلامية الأمور هناك لبسط المزيد من النفوذ ويصبح المخيم حينها ورقة بيد حزب الله يستغلها وفقاً لمصالحه.
ويؤكد هؤلاء أن حزب الله أحد الأطراف الرئيسية التي تقف حائلا دون ضبط الوضع داخل المخيم وتولّي الدولة اللبنانية مهمة إنهاء ظاهرة السلاح المنفلت، وأن المخيم يبقى “دويلة” داخل الدولة تحت رحمة الجماعات الإسلامية.
وكانت تقارير أمنية تحدثت عن ان حزب الله مد المجموعات المسلحة بالسلاح لإطالة عمر المعارك، إلا ان ما حصل من اجتماع نتج عنه وقف لإطلاق النار ازعج الحزب لأنه وجد نفسه خارج اللعبة مجدداً ولا يملك كلمة الفصل في وقف اطلاق النار لا من قريب ولا من بعيد ولم يستطع التحكم بزمام الأمور داخل المخيم نتيجة وعي وإدراك السلطة الفلسطينية التي أعطت توجيهاتها بضرورة احترام البلد المضيف والعمل وفقاً لقوانينه واحترامها.