الأحد 10 شعبان 1446 ﻫ - 9 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

خطاب الرئاستين الأولى والثالثة.. "حزب الله" المتحكم في مفاصله وحروفه ومخارجه

عام 1908 صاغ يوجين بلولر جذور كلمة الفصام او “السكيتسوفرينيا” كحالة مرضية ذهنية والمقصود بها وصف الافتراق الوظيفي بين الشخصية والتفكير والادراك الا ان هذا بلولر فاته ان هذا المرض سجل متحورا في لبنان بحيث ان الاعراض انتقلت من الذهن الى السياسة واصابت عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين لناحية الافتراق بين مسؤوليتهم الوطنية وطموحهم السياسي الخاص وعدم ادراكهم للواقع الذي يعيشه الشعب اللبناني في حين انهم يقبعون في عالمهم الخاص.

البارحة انتظر اللبنانيون كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي عزف عن الاجابة على اسئلة الصحافيين بعد مشاركته في قداس الميلاد في الصرح البطريركي في بكركي واعدا بالرد يوم الاثنين.

مضمون الخطاب المتلفز كان المادة الاساسية على صفحات المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي حول ما يمكن ان تكون “القنبلة “التي سيفجرها الرئيس وفق التوصيفات التي تكررت في اكثر من تحليل لاسيما وان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل كان اشعل الجبهة مع حليفه “حزب الله” دون ان يسميه من خلال انتشار شريط مصور يظهر فيه تحديه للجميع وبالطبع كانت الرسالة موجهة الى حليفه “حزب الله” دون ان يسميه… لكن مهما ارتفع منسوب الخصام الكلامي ونبرته “لا يفسد للود قضية” ولعل زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا للبياضة كانت لها الدور الابرز في تبييض بعض صفحات الخطاب الرئاسي دون الدخول بتفاصيل “الهدايا المتبادلة” بينهما على الصعيد السياسي وهذا ما بدا واضحا من خلال تحميل المسؤولية الى منظومة سياسية لا تتضمن اسماء رغم تعريجه على بعض الملفات التي تتصل بحليفه بدءا من عدم انعقاد مجلس الوزراء وتحميله المسؤولية لمن يعطله وطبعا الاستراتيجية الدفاعية التي وعد بطرحها منذ اليوم الاول لانتخابه لكن ما الاشهر المتبقية من عهده لن تسمح له بطرحها على طاولة حوار مع من حملهم مسؤولية فشل العديد من المشاريع.

اما الرئيس نجيب ميقاتي الذي عقد مؤتمر صحافي على عجل قبل سفره الى العاصمة البريطانية فقد خرج ليبرئ نفسه من التعطيل وهو الذي يسعى بكل قوته للعودة الى طاولة مجلس الوزراء لكنه يخاف من حصول تصدع داخلي وهو بذلك اراد الرد على اصرار الرئيس عون على معاودة العمل الحكومي وهو نفض يده من التسوية التي كانت تحضر للاطاحة بالمحقق العدلي طارق البيطار.

ويختم المصدر ان خطاب الرئاستين الاولى والثالثة تحكم “حزب الله” في مفاصله وحروفه ومخارجه فهو القادر على منع انعقاد جلسات الحكومة وتكبيل رئيسها الذي لا يعترف بوجود نفوذ ايراني في لبنان لكنه في الوقت نفسه يشجب التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي.

اما “التيار البرتقالي” الذي بات محاصرا انتخابيا لا يمكن ان يقطع الطريق باتجاه “حارة حريك” مرورا بمار مخايل لان الاخير لا يزال لديه القدرة على ايصال اكبر كتلة شيعية الى ساحة النجمة لكنه يحتاج الى من يؤمن له الغطاء كلما تعرض لرصاص طائش .