مجلس الوزراء
ليست المرة الاولى التي يستنجد فيها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالشعب اللبناني فهو أطلق عبارة “معاً للإنقاذ” على البيان الوزاري الذي تفجر بعد مرور شهرين على اقراره وأقفلت أبواب السرايا بانتظار عودة ”الثنائي الشيعي” عن مقاطعته المشروطة بـ”قبع” قاضي التحقيق العدلي في قضية مرفأ بيروت طارق البيطار.
وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”، عاد “الثنائي الشيعي” الى طاولة مجلس الوزراء ببيان وزاري وفق ما تقتضيه مصلحته حيث تدرج بنود وتلغى اخرى ولم تقتصر على البنود الفضفاضة بل طالت الملفات التي تؤمن مصلحته وحلفائه لاسيما “التيار الوطني الحر” رغم بعض التجاذبات وهذه المقايضة الحقيقية التي انقذت الحكومة “الميقاتية” من السقوط امام التحديات التي أطلقها رئيسها يوم تسميته.
البارحة أطلق رئيس الحكومة صرخة توجه فيها للشعب اللبناني قائلاً ”بدنا نتحمل بعض” وكأنه يوحي بأن حكومته وضعت “خطة ذهبية” تحتاج الى تضحية من الشعب اللبناني ليتمكن من تنفيذ هذه الخطة الاصلاحية في حين ان الملفات التي تطرح امام مجلس الوزراء تمر من خلف الابواب المغلقة ولا يستطيع الاعتراض عليها وعلى المحاصصات التي يتم التوقيع عليها خوفاً من ان تعاد عقارب الساعة الى الوراء لناحية تعليق الجلسات وهو الذي وعد المجتمع الدولي بتنفيذ البنود الاصلاحية التي فرضها صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان.
ويتابع المصدر: “في الواقع الحكومة تجتمع وتناقش الموازنة الا انه في موازاتها يتم تمرير بنود تعود في المصلحة للأطراف التي تريد الحد من خسائرها في الانتخابات النيابية المقبلة، وابرزها التعيينات التي تسمح لها بالسيطرة الكاملة على مقدرات الدولة ومفاصلها في حين ميقاتي حاول مع فريقه المصغر إبراز بعض الانجازات التي يظهر فيها امام المجتمع الدولي والعربي وكأنه يملك القدرة على التحكم والحكم من خلال شجب كل المواقف التي تسيء لهذه الدول او لناحية ضبط بعض شحنات ”الكبتاغون”، مع العلم انها لا يمكن ان تعيد “الحرارة” الى العلاقة مع دول الخليج العربي التي حضنت لبنان وشعبه وما زالت في وقت يستمر ”حزب الله” في توجيه السهام الى هذه الدول وللداخل اللبناني لاسيما تجاه الجيش اللبناني وقائده العماد جوزف عون غير واعتبار قرارهم غير مستقل في وقت يشيد فيه بالنظام الايراني الذي اعتبره البلد الوحيد الذي يمتلك السيادة الكاملة على ارضه، في حين انها منقوصة وخاضعة في باقي الدول وهو فاته ان ايران خرجت من حدودها الجغرافية جيشاَ وعتاداَ واخترقت سيادة العديد من الدول بدءا من العراق و الزيارات المتكررة لقائد “الحرس الثوري الايراني” اسماعيل قآاني بعد هزيمة محورهم انتخابيا في محاولة للضغط باتجاه ابقاء سلطتها في الساحة العراقية اما في لبنان الملعب الاوسع ف”حزب الله” يملك مفاتيح اللعبة ولا يمكن لاحد الاستحواذ عليها في ظل “مظلة” مسيحية يؤمنها له ”التيار الوطني الحر” وحذر في التعاطي من قبل رئاسة الحكومة خوفاَ من سقوطها وهذا يقودنا الى استنتاج واحد ووحيد ان الاعلان عن الاجراءات الموجعة لتحقيق الاصلاحات ستتطاير اوراقها في ساحة النجمة لحسابات انتخابية بحتة وان الغد لناظره قريب فكيف اذا حصلت بوقت يفتقد فيه المواطن الى مسكنات الألم”.