الأحد 26 ذو الحجة 1446 ﻫ - 22 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رفع العقوبات الأميركية عن سوريا.. خطوة مفصلية تنعكس إيجابياً على لبنان

في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات وردود الفعل الإيجابية، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في تصريح مفاجئ، عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا. هذا الإعلان، وإن كان غير متوقع في توقيته ومضمونه، فتح الباب أمام قراءة جديدة لمسار العلاقات الإقليمية والدولية، وخصوصًا في ظل التغيرات المتسارعة في المنطقة، وإعادة رسم التوازنات بعد سنوات من العزلة والعقوبات التي طالت دمشق وأثّرت بشكل مباشر وغير مباشر على الدول المجاورة، وعلى رأسها لبنان.

القرار الذي وصفه ترامب بأنه “خطوة نحو السلام والاستقرار”، جاء مدعومًا بإشادة غير مسبوقة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي اعتبر أن هذا التحوّل الأميركي “يمنح فرصة حقيقية لإعادة دمج سوريا في محيطها العربي، ويدعم الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب السوري”. هذه الإشادة، التي تحمل دلالات سياسية واضحة، تُترجم عمليًا المسار الذي بدأته الرياض منذ أشهر، مع إعادة العلاقات الرسمية مع دمشق، وعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.

وفي لبنان، لاقى القرار ترحيبًا رسميًا من عدد من المسؤولين الذين رأوا فيه فرصة لإعادة فتح قنوات التنسيق مع دمشق، بما يخدم المصلحة اللبنانية العليا.
وفي هذا الاطار ، “ رحب الشيخ بهاء رفيق الحريري بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا.

واعتبر ان هذه الخطوة التي طال انتظارها تمثل نقطة تحول حاسمة نحو استعادة الاستقرار في سوريا والمنطقة. وتوفر فرصة حقيقية لإنعاش الاقتصاد السوري وإطلاق عملية إعادة الإعمار وإعادة دمج البلاد في العالم العربي. فالشعب السوري الذي عانى طويلاً من الحرب والعقوبات يستحق دعماً دولياً صادقاً لإعادة الإعمار والمصالحة”.

من ناحيتها، اكدت مصادر حكومية أن “رفع العقوبات سيسهّل على لبنان متابعة ملفات التعاون الاقتصادي والأمني، ويعيد وصل ما انقطع في العلاقات الثنائية الرسمية”. كما شدّد بعض النواب على أهمية أن يستفيد لبنان من هذا التطوّر عبر بلورة سياسة خارجية واضحة تحمي مصالحه، وتفتح أفق التعاون مع جميع الأطراف.

واشارت مصادر سياسية معنيّة ” لصوت بيروت إنترناشونال ” ان لبنان، الجار الأقرب والأكثر تأثرًا بالأزمة السورية، يقف اليوم على عتبة مرحلة جديدة قد تحمل بصيص أمل للخروج من أزماته المتراكمة. فرفع العقوبات عن سوريا من شأنه أن ينعكس إيجابًا على ملفات عدّة عالقة، أبرزها ملف النازحين السوريين، الذي يشكل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا على الدولة اللبنانية. كما أن فتح الباب أمام إعادة الإعمار في سوريا قد يُحرّك عجلة الاقتصاد اللبناني الراكد، من خلال فرص العمل والتبادل التجاري، وعودة شركات لبنانية للعمل داخل الأراضي السورية.

كما رأت المصادر ان من شأن قرار ترامب أن يخفف من التوترات السياسية التي غالبًا ما ارتبطت بالصراع السوري، لا سيما في الداخل اللبناني.
واشارت المصادر انه ومع تحوّل في الموقف الأميركي، قد يجد لبنان نفسه أمام هامش أوسع للمناورة السياسية، خصوصًا إذا ما ترافق ذلك مع دعم خليجي لإعادة تفعيل العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بيروت ودمشق.

في المحصّلة، قد يكون قرار ترامب بداية لمرحلة جديدة في التعاطي مع الملف السوري، يحمل في طيّاته فرصًا حقيقية للبنان للخروج من عزلته، شرط أن يحسن استثمارها في ظل مناخ إقليمي أكثر انفتاحًا.