نواف سلام (رويترز)
من المتوقع أن تبصر الحكومة الجديدة النور في غضون الأسبوع الحالي، على أن يكون المخاض سلسا كما يبدو، عكس ما كان يحصل في السنوات الماضية، خصوصا بعد أن أبدى “الثنائي الشيعي” استعداده للمشاركة في حكومة العهد الأولى التي سيكون من أولوياتها إنجاز العديد من الاستحقاقات ومعالجة الكثير من الملفات.
وفي هذا الإطار، يعكف الرئيس المكلف نواف سلام على عقد الاجتماعات وإجراء المشاورات والاتصالات بعيدا عن الاعلام، لتذليل كل العقبات وتفكيك كل العقد التي يمكن ان تعترض مهمته، وفي هذا الإطار بات لدى الرئيس المكلف رؤية أولية عن حكومته المقبلة، بعد ان تسلم عددا من الأسماء والسيرة الذاتية لكل منها، وذلك من خلال مروحة اللقاءات والاتصالات التي أجراها مع مختلف الكتل النيابية والنواب والأطراف السياسية دون استثناء.
مصادر سياسية قريبة من الرئيس المكلف تؤكد عبر “صوت بيروت إنترناشونال” بان الرئيس سلام قطع شوطا كبيرا في الملف الحكومي، وهو كما وعد فانه يصل ليله بنهاره لإنجاز عملية التأليف بسرعة قصوى، خصوصا انه على دراية تامة بضرورة اعلان تشكيل الحكومة دون أي تأخير، لانطلاق عمل السلطة التنفيذية من جديد لمواكبة كافة التطورات والمستجدات على الأصعدة كافة.
وتوقعت المصادر ان يزور الرئيس المكلف خلال الساعات القليلة المقبلة قصر بعبدا، لاطلاع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على المسودة الاولية للتشكيلة لإبداء رايه وملاحظاته عليها تمهيدا لإجراء أي تعديلات قبل الإعلان عنها، وتشير المصادر انه كما بات معلوما فان صورة المبدئية للحكومة اصبحت واضحة من حيث الشكل، وهي ستضم24 وزيرا، يتمتعون أولا بالكفاءة المطلوبة والولاء للدولة، على ان يكون لديهم بطبيعة الحال خلفية سياسية وليس حزبية بالمطلق.
وإذ عادت المصادر لتؤكد ان هناك إصرارا من الرئيس المكلف ومن رئيس الجمهورية على حد سواء لضرورة فصل النيابة عن الوزارة، باعتبار ان الحكومة العتيدة المقبلة ستكون مشرفة على الانتخابات النيابية المقررة في العام المقبل، كشفت بان معظم القوى السياسية تبدي انفتاحها للتعاون مع الرئيس المكلف، بما فيها تلك التي لم تسميه في الاستشارات النيابية الملزمة، وهذا الامر يسهل عملية التأليف حسب قولها.
اما عن البيان الوزاري، فاعتبرت المصادر بان العناوين العريضة والاساسية للبيان باتت واضحة منذ اليوم الأول لتكليف الرئيس سلام، وذلك من خلال المواقف التي أطلقها في اطلالته الأولى بعد التكليف من منبر القصر الجمهوري، والتي تُعتبر ثوابت بالنسبة له، خصوصا انها اتت لتتناغم وتتلاقى بالمضمون والشكل مع خطاب القسم الذي القاه الرئيس عون فور انتخابه.
وتلفت المصادر الى ان كل المعطيات تؤشر الى إيجابية مطلقة في التعاطي بين رئيس الجمهورية والرئيس سلام ويجمعهما الكثير من القواسم المشتركة، لذلك من المتوقع ان يُكملا بعضهما البعض في الأداء والعمل، وهو ما سينعكس إيجابا بطبيعة الحال على البلد ومصالح شعبه.
وترى المصادر، بان الأنظار الدولية والاقليمية الشاخصة الى لبنان والمُراقبة لولادة الحكومة لتقييم شكلها وادائها سيكون حافزا لتأليف حكومة فاعلة موثوق بها دوليا، وليتم على أساسها تقديم الدعم والمساعدة للبنان، خصوصا اننا بانتظار جرعات الدعم الدولية على كافة المستويات والتي وُعد بها لبنان منذ انتخاب الرئيس عون، مما يؤشر الى ان البلد سائرا نحو نهضة وازدهار واعمار.
وفي الختام، أبدت المصادر تفاؤلا حيال المرحلة المقبلة مؤكدة بان لا عودة بعد الان الى الوراء، في ظل الخارطة الجديدة للمنطقة والتي بدأت تباشيرها بالانقشاع منذ انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على ان تظهر مفاعيلها بشكل اكبر خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سينعكس أيضا على لبنان الذي من المتوقع ان يُنظم له العديد من المؤتمرات والاجتماعات، وهذا الامر كشف عنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا خلال زيارته الى بيروت الأسبوع الماضي.