تعددت الوسائل والغاية واحدة وهي العمل على إخراج لبنان من المأزق الكبير الذي يتعرض له، فبعد ان فشلت كل الوسائل الديبلوماسية وأُقفلت المخارج السياسية، وبات الميدان العسكري وحده يتحكم بالبلاد والعباد، تداعت القيادات الروحية لعقد قمة روحية برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وذلك في الصرح البطريركي في بكركي غدا، بمشاركة وحضور رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية ومن ضمنهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ على الخطيب، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى إضافة الى البطاركة المسيحيين، وتهدف القمة لرفع الصوت عاليا في سبيل اخراج البلد وشعبه من العذابات التي يتعرض لها راهنا.
وعشية الموعد المحدد فان كافة التحضيرات تجري على قدم وساق في بكركي، حيث كشفت مصادر متابعة لهذه القمة بانه حتى مساء امس الاثنين لم يتم تسجيل أي اعتذار لاحد من المدعوين اليها باعتبارها قمة طارئة واستثنائية، ومن المقرر ان تتناول كافة المستجدات السياسية والديبلوماسية والعسكرية والأمنية، بدءا من ملف الشغور الرئاسي ، وصولا الى العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان مرورا بتنفيذ القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
وبحسب مصادر مواكبة للتحضيرات لهذه القمة فان التطورات الراهنة وتداعياتها على الداخل اللبناني، كانت من اهم الأسباب التي أدت الى هذا التحرك الروحي والذي طالما أدى خلال كل الفترات السابقة الى تنفيس أجواء البلد الملبدة، وأكدت المصادر “لصوت بيروت إنترناشونال” الى ان تحديد موعد القمة والتوافق على التئامها اتى نتيجة تشاور مكثف وغطاء سياسي امنته كافة القوى السياسية، وذلك ضمانا لنجاحها من خلال مشاركة كافة القيادات الروحية دون أي استثناء في هذه المرحلة الاستثنائية والخطيرة التي تشهدها البلاد.
وكشفت المصادر الى ان القمة ستبحث في جدول اعمال يتضمن مواضيع أساسية وهامة ومنها، ضرورة المحافظة على التضامن والوحدة الداخلية في هذه الظروف، خصوصا في ظل موجة من التحريض الطائفي والمذهبي نتيجة النزوح من مناطق الجنوب والبقاع الى عدد من المناطق الأخرى، كما سيتطرق المجتمعون الى بعض الإشكالات التي تحصل في بعض مناطق تواجد النازحين، وسيتم التشديد في هذا الاطار على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والتكاتف باعتبار ان العدو بالنسبة لجميع اللبنانيين واحد وهو بات لا يفرق بين منطقة او أخرى، و سيتم البحث أيضا وبحسب المعلومات في السبل الكفيلة لتامين احتياجات النازحين على أبواب فصل الشتاء ومساعدة اللبنانيين لتخطي هذه المحنة.
وتلفت المصادر الى ان تنفيذ القرارات الدولية سيكون أيضا على جدول اعمال القمة، حيث من المتوقع ان يتم التأكيد على التمسك بهذه القرارات وتطبيقها من قبل الدولة اللبنانية لا سيما القرار 1701، وهو ما كانت أكدت عليه ايضا السلطة اللبنانية بشكل واضح وصريح على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتوافق مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وهو ما تؤكد عليه جميع القوى السياسية اللبنانية.
ومن الطبيعي ان يستحوذ الملف الرئاسي على حيز واسع من القمة كما تقول المصادر، وذلك باعتبار ان المدخل الأساسي لإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية هو بانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا اننا بتنا على مشارف الذكرى السنوية الثانية للشغور.
وتلفت المصادر الى ان الظروف الحالية وغير العادية، تحتم على جميع القوى السياسية التوافق السريع والفوري من اجل انتخاب رئيس يتابع تداعيات هذه الحرب، بمواكبة من حكومة فعالة ذات رؤية وطنية شاملة تعمل على وضع خطة إنقاذيه طارئة لإعادة الاعمار لمرحلة ما بعد الحرب.
وحول البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة، توقعت المصادر ان يكون بيانا جامعا يؤكد على الوحدة الوطنية في وجه العدوان، مما يعني ان البيان سيكون له انعكاسات هامة داخليا وخارجيا.