علما إسرائيل والسعودية
من المؤكد بالنسبة إلى مصادر ديبلوماسية عربية، أن المملكة العربية السعودية تخطو خطوات ثابتة في اتجاه العلاقات مع إسرائيل، في تطور على مستوى الأمة العربية.
وتؤكد المصادر لـ “صوت بيروت إنترناشونال” أن الموقف السعودي سيؤدي إلى اندفاعة عربية للسلام مع إسرائيل، كون المملكة هي “البوصلة الأساسية” في التوجهات الكبيرة والمحورية لدى العرب.
وتفيد المصادر، بأن المباحثات بين الطرفين كانت بدأت بعيدًا عن الأضواء وعبر ما يشبه لجان الاتصالات. كما أنها كانت بعيدة عن المسار الدولي، وأن اكتمال إقامة العلاقات الديبلوماسية هو مسألة وقت، حيث من المتوقع أن يحصل تطبيع للعلاقات خلال سنة ٢٠٢٤ المقبلة، وإن لم يكن كاملًا إنما سيكون في إطار خطوات متقدمة ولا شيء يمنع ذلك. وانتقال الوفود بين البلدين للمشاركة في مؤتمرات لا سيما في الرياض، ولو تحت رعاية الأمم المتحدة، يؤشر إلى ما ستشهده العلاقات الثنائية، وإلى الديبلوماسية الهادئة والهادفة التي تعمل المملكة في سياقها من أجل تطوير العلاقات مع كل من إسرائيل وإيران والصين، في الوقت نفسه. في حين أنّ العلاقات السعودية مع سوريا لم تتطور بالزخم نفسه الذي انطلقت وتجددت خلاله وبقيت في إطار القمة العربية والصور التي التُقطت خلالها. مع الإشارة إلى أنّ التطور على خط السعودية-إسرائيل يريح واشنطن حليفة المملكة، وسيعطي مفاعيل إيجابية في العلاقة السعودية-الأميركية. ومع الإشارة أيضًا إلى المنحى المتبع من القيادتين الأميركية والسعودية بالنسبة الى تصغير المشاكل في المنطقة وإعطاء الأولوية للاستقرار السياسي الذي يؤتي بثماره اقتصاديًا.
وكشفت المصادر، أن أي احتمال بـ “حرتقة” إيرانية على المنحى السعودي-الإسرائيلي، أو من “حزب الله”، يعني في واقع الأمر، أن المسار السعودي-الايراني لديه مشكلة سببها إيران، وحيث قد يؤدي ذلك إلى عدم تقدم على هذا الخط. وإذا حصلت مواقف إيرانية أو من حلفائها عالية النبرة حيال العلاقة السعودية-الإسرائيلية ستكون سطحية، أولاً لأن المملكة تضع في صلب علاقتها الجديدة الموضوع الفلسطيني وإقامة الدول الفلسطينية، وثانيًا لأن كل الأطراف في المنطقة تدرك تمامًا أن إيران تستخدم الورقة الفلسطينية كشمّاعة لتمرير أجندتها في المنطقة. لأنها قضية أساسية عاطفيًا لدى العرب والمسلمين. لكن المصادر تجزم أنه لن تلجأ إيران للتأثر سلبًا إلا إذا حصل خلل ما في دراسة الملفات المندرجة على طاولة التفاوض السعودي-الإيراني حصرًا.
وأوضحت المصادر أن هناك ترقبًا لمسار أي تطبيع جديد، وما الذي سيؤدي إليه إن على المستوى السياسي والاقتصادي، أو على المستوى الشعبي والعلاقات بين الشعبين. وبعد فلسطين ومصر والأردن، كانت العلاقات قد تم تطبيعها مع إسرائيل من كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب ضمن “اتفاقات ابراهام” بوساطة أميركية.