تبدي مصادر ديبلوماسية بارزة، اهتمامًا بارزًا بالتطور الديبلوماسي الذي تشهده الحرب الإسرائيلية على غزة. أي بمعنى العمل بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاستصدار قرار يوقف الحرب ويعيد الوضع الى الهدوء مع بعض الضوابط التي ترحب بها إسرائيل. وثمة ضغوط دولية قوية لوقف آلة الحرب.
وتكشف المصادر، أنه حتى الآن من المستبعد صدور قرار جديد ولا يزال هذا الأمر يلزمه المناخ السياسي الدولي-الإقليمي المؤاتي. إذ إن روسيا لا تقبل بإدانة “حماس”، وإن الدول الغربية لا تقبل بأقل من إدانة “حماس”. فمشروع القرار البرازيلي تضمن إدانة لهجمات “حماس”، وإطلاق الأسرى، وإدانة العنف ضد المدنيين وأعمال الإرهاب، ويطالب بتوفير المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن، ويندد بالإجراءات التي تمنع عن المدنيين الوصول إلى الأمور الحياتية اليومية. ويطالب المشروع بوقف فوري لإطلاق النار. وهذا المشروع لا يحظى بإجماع دولي. ولن يمر أي مشروع من دون إجماع. وحتى الآن مجلس الأمن منقسم، ثم إن الوضع في تقديم أفكار مشاريع القرارات لا تزال تطغى عليه المزايدات السياسية الدولية فقط، في انتظار التوقيت الملائم.
وتشير المصادر، إلى أن الأنظار الدولية والإقليمية مشدودة الى ما الذي ستقوم به إسرائيل التي تريد الاستفادة من التعاطف والدعم الغربيين والدوليين معها، ومدى العمل لاستغلالهما وتحويلهما إلى ما ينقذ ماء وجهها، مع الإشارة إلى أنها لم تضع أهدافًا واضحة لما ستقوم به في المرحلة الحالية، وفي الوقت نفسه لم توقف إطلاق الصواريخ. فهي تفتش عن طريقة ما لإيجاد نصر في مكان ما. إلا أن الأكيد لا مصلحة دولية أو إيرانية في أن تتفلت الأمور وتتوسع الحرب إلى جبهات أخرى.
ولفتت المصادر، إلى أنّ تهديدات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالتصعيد يقع في خانة رفع السقف لكي يتم تجنب التصعيد وهو يشكل جزءاً من الردع الاستباقي من أجل عدم الوصول إلى الحرب الواسعة النطاق.
وأوضحت المصادر، أن الاتصالات اللبنانية-الدولية والعربية لم تتوقف، إن في بيروت أو في نيويورك. والهدف منها تحييد لبنان عن أية معركة تدميرية تريد إسرائيل اللجوء إليها في إطار رغبتها بالانتقام في مكان ما، وقد يكون ذلك في خطوات مجنونة. ولبنان مقتنع بعدم جدوى المشاركة في الحرب، بما في ذلك “حزب الله”. لذلك فإن الأعمال العسكرية بين الحزب وإسرائيل محصورة بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وفي إطار الجهود الحثيثة التي تقوم بها بعثة لبنان الدائمة للأمم المتحدة في نيويورك، لشرح مواقف الحكومة اللبنانية، ولتجنيب لبنان تداعيات الأزمة، اجتمع القائم بالاعمال هادي هاشم يرافقه طاقم البعثة مع كل من المندوب الدائم لكل من الولايات المتحدة الأمريكية، جمهورية الصين الشعبية، جمهورية روسيا الاتحادية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، جمهورية إيران الإسلامية، الجمهورية التركية، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة قطر، ودولة الكويت.
كما اجتمع مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وعمليات حفظ السلام روز ماري دي كارلو، ومساعد الأمين العام للشؤون السياسية خالد الخياري.
وشارك في لقاء السفراء العرب المعتمدين في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.