جان إيف لودريان
سيكون اقتراح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيڤ لودريان حول الدعوة التي سيوجهها الى “جميع الجهات الفاعلة التي تشارك في عملية انتخاب رئيس الجمهورية اللقاء في أيلول” لبلورة توافق حول التحديات التي يجب على رئيس الجمهورية الاطلاع بها، سيكون محور اتصالات بين الأفرقاء، وتحضيراً لتحرك لودريان المرتقب في أيلول المقبل.
السفيرة الفرنسية آن غريو انتهت مهمتها، والسفير الجديد هرڤي ماغرو سيحضر الى بيروت في بداية أيلول وسيكون في حالة عدم وجود رئيس للجمهورية ليقدم اليه أوراق اعتماده، قائماً بالأعمال حتى تقديم أوراق اعتماده، الا أن مصادر ديبلوماسية غربية أوضحت لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن لودريان ركز في تحركه الأخير، على استطلاع آراء المعنيين في المجلس النيابي، وردة فعلهم على بيان المجموعة الخماسية، بحيث توقع ليونة أكثر خصوصاً بعد جلسة المجلس للانتخاب في ١٤ حزيران الماضي وما أشرت اليه من معطيات.
ولم يكن تحركه للحديث باسم الخماسية، بل كان بمهمة فرنسية، بحسب المصادر، لكنها خرجت عن سياق معادلة فرنجية-سلام. والآن عمل على الاستماع الى المسؤولين اللبنانيين حيث حثهم على انتخاب رئيس من الآن حتى أيلول، وعبر عن انتظار المجتمع الدولي لانتخاب اللبنانيين رئيساً لهم، وهو يعلق آمالاً عليهم.
لكن الفرنسيين لا يزالون يركزون على فكرة أن يعمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المقبلين معاً ولو كان كل واحد من خلفية أخرى نظراً الى الواقعية المطلوبة. في حين أن ليس كل أعضاء المجموعة الخماسية تريد ذلك، انما هناك دول تريد الرئيسين من جهة واحدة لكي يتناغما في العمل ولا يتم عرقلة العهد الجديد الذي يتوجب عليه مواجهة تحديات كبيرة في مقدمها الإنقاذ الاقتصادي، وإعادة دفع مؤسسات الدولة الى الأمام.
والفرنسيون، استناداً الى المصادر يعتبرون انفسهم الوحيدين الذين يعملون للبنان من كل قلبهم، لذا يحضّون اللبنانيين على مساعدة انفسهم لكي يتمكنوا من مساعدتهم. فلا تعتبر المصادر، ان هناك خلافاً أميركياً-فرنسياً حول طريقة التسوية في لبنان، انما لا يمانع فريق كبير في الادارة الاميركية بوصول الفرنسيين الى تسوية ما، ولو لم تكن على المستوى المطلوب، حيث يعتبر هذا الفريق أن أداء الرئيس هو الأهم، ولن يتركه الأميركيون وشأنه، وفي اعتقاد الأميركيين، أن الوقت المستقطع في المنطقة في انتظار تكشُّف مصير المفاوضات الأميركية-الايرانية، مُتاح أمام الفرنسيين للعب دور بإشراف الخماسية حيث تضع كل من واشنطن والرياض فيها الخطوط العامة للتحرك الفرنسي الذي لا يجب أن يتجاوزها.