انشغل العالم باسره خلال الأيام القليلة الماضية بالانتخابات الأميركية ونتائجها وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط تحديدا، ورغم الحرب القاسية والتدميرية التي تشنها إسرائيل على لبنان فقد ساد الترقب لمعرفة نتائج هذه الانتخابات وتداعياتها.
وفي هذا الاطار، كثرت التوقعات والتحاليل بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصا انه كان اطلق خلال حملته الانتخابية عدة مواقف سياسية بارزة تتعلق بمستقبل الحروب في العالم، وهو اشار في اكثر من محطة على اهمية وقف الحرب في لبنان.
ولكن ما ان صدرت نتائج الانتخابات الأميركية، حتى عادت وتيرة المواجهات بين “حزب الله” من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية الى ارتفاع، خصوصا مع خطوة رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستباقية لنتائج الانتخابات الأميركية بإقالة وزير الدفاع يواف غالانت من منصبه وتعيين اليميني المتطرف يسرائيل كاتس خلفا له، بالتزامن أيضا مع تعيين جدعون ساعر وزيرا للخارجية الإسرائيلية.
من هنا، اعتبرت مصادر ديبلوماسية متابعة بان القرار الذي اتخذه نتنياهو عشية صدور نتائج الانتخابات الأميركية، ما هو الا دليل على ان الأخير يعتزم مواصلة حربه على لبنان خلال الأيام المقبلة بشكل متدحرج لفرض واقعا جديدا ، لا سيما ان موقفه بات واضحا من خلال رفضه إيقاف الحرب وكل من يقف أيضا في وجه قرارته العسكرية، وهذا ما بدا واضحا بعد مواجهاته العلنية والمستمرة مع غالانت الذي كان اعتبر في اكثر من مناسبة بانه حان الوقت لإنهاء العمليات الحربية بعد ما حققته إسرائيل من مكاسب على هذا الصعيد، في الوقت الذي اعتبر فيه وزير الدفاع السابق بان الجيش الإسرائيلي اصبح منهكا ومتذمرا من استمرار القتال على جبهتي غزة ولبنان منذ اكثر من عام.
وتوقعت المصادر “لصوت بيروت انترناشونال” ان يستغل نتنياهو الوقت الفاصل عن موعد تسلم ترامب الحكم في ٢٠ كانون الثاني المقبل، ليقوم بكل ما يمكنه من أفعال جنونية لضرب “حزب الله” والقضاء عليه، من غير ان تستبعد هذه المصادر أيضا قيام إسرائيل بشن هجمات موجعة هذه المرة على إيران اذا تم اتخاذ قرار جدي وواضح من قبل إدارة الرئيس جو بايدن بذلك.
ولكن في المقابل، عادت المصادر لتبدي بعض التفاؤل حيال إمكانية الوصول الى وقف لاطلاق النار قبل نهاية هذا العام، مشيرة الى إمكانية ذلك إذا اعتبرت إسرائيل بانها حققت ما تطمح اليه من شروط خصوصا بعد فوز ترامب، ولفتت المصادر الى انه في حال عودة الموفد الأميركي خلال الأسابيع القليلة المقبلة الى المنطقة وزيارته بيروت عندها نكون قد وصلنا الى بداية خطوات جدية لوقف الحرب وهو امر غير مستبعد.
كما اعتبرت المصادر أيضا بان هناك إمكانية كبرى ومع وصول ترامب الى البيت الأبيض، لحلحلة الملف الرئاسي من خلال ممارسة الإدارة الاميركية ضغوطا على المسؤولين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، والذي ستنتظره ملفات كبيرة ومتشعبة عليه ايجاد الحلول لها واهمها تطبيق القرار 1701، والبحث في ملف الاستراتيجية الدفاعية.
اما على صعيد تداعيات وصول ترامب الى الرئاسة الأميركية، تعتبر المصادر الى ان النجاح الساحق الذي حققه في مواجهة كاميلا هاريس سيكون له إيجابية على منطقة الشرق الأوسط ككل، خصوصا انه تربطه علاقات متينة مع عدد كبير مع قادة دول المنطقة وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج، كما ان من أولوياته وحسب ما بات معروفا هو العمل على تحويل منطقة الشرق الأوسط الى منطقة اقتصادية متكاملة تقف بوجه التمدد الروسي-الإيراني-الصيني. كما انه يسعى بكل ما اوتي من قوة للوصول الى حل النزاعات في الشرق الأوسط وهي أزمات فلسطين ولبنان مع إسرائيل، كذلك من المشاكل التي سيعمل لإيجاد حل لها هي ازمة السودان.
اما بالنسبة للحرب الروسية-الأوكرانية فهي أيضا ستكون من أولوياته وسيعمل لايجاد حل لها خصوصا بعد ان طالت اكثر مما كان متوقعا لها.
وتختم المصادر بجزمها بأن وصول ترامب الى سدة الرئاسة سيضعف تلقائيا ايران واذرعها في العالم وتحديدا في كل من اليمن والعراق ولبنان.