علم-فرنسا ولبنان
فيما لبنان يستقبل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيڤ لودريان لبلورة خطة عمل فرنسية لحل الأزمة الرئاسية، تكشف مصادر ديبلوماسية فرنسية ل”صوت بيروت انترناشونال” ان العمل الفرنسي حالياً ينصبّ على كيفية طرح مبادرة جديدة في السياسة بعد مرحلة جوجلة الأفكار كاملة، في ضوء موقف اللجنة الخماسية التي انعقدت في الدوحة.
على أن الاتصالات الفرنسية مع إيران قائمة من دون الإعلان عنها باستمرار، وهي مرتبطة أيضاً بحكم وجود العلاقات الفرنسية مع الدول المؤثرة في الإقليم ومن بينها إيران.
وتعوّل فرنسا وفق ما تكشفه المصادر، على الضمانات التي يفترض أن تقدمها كل من المملكة العربية السعودية من جهة وإيران من جهة ثانية حول الأدوار الحيوية للأفرقاء اللبنانيين المرتبطين بهما بشكل أو بآخر، وبالتالي، ان المهم في الحراك الفرنسي، ومن خلفه موقف اللجنة الخماسية، أن لا حل للمأزق الرئاسي من دون ضمانات من المنطقة تكون أساسية في خارطة الحل الذي سيعمل عليه الفرنسيون للتوصل الى إنتاج رئيس للجمهورية في لبنان.
وتفيد المصادر، ان الضمانات المطلوبة من إيران هي حول أداء “حزب الله” بحيث أن الهدف هو عدم سلوكه بعدائية في لبنان وفي اليمن أيضاً، وموضوع اليمن بالغ الدقة والحساسية بالنسبة الى السعوديين، ويفترض اكتمال خطوات التفاهم السعودي-الايراني حول استقراره، في حين ان المطلوب إيرانياً ضمانات أمنية بأن لا يتم إزعاج “حزب الله” في هذا المجال او استهدافه أو التصويب عليه، وما عدا ذلك فإن اللعبة في الاستحقاق الرئاسي تبدو داخلية أكثر مما هي اقليمية بالنسبة الى الدول المهتمة وفرنسا تحديداً.
باريس قرأت نتائج الجلسة الانتخابية لانتخاب رئيس للجمهورية في ١٤ حزيران الفائت، وأخذت منها النتائج، بحسب المصادر، لا سيما النتائج في السياسة. والفكرة لدى فرنسا حالياً هي السعي لتقريب وجهات النظر، لرؤية صيغة تفاهمية حول رئيس للجمهورية في إطار “باكيج” يتضمن رئيس الحكومة والوزراء في الحكومة وشكل الحكومة. والاتفاق على صيغة التوزير ان كان عبر المداورة أو غيرها. فضلاً عن حاكمية مصرف لبنان ومنصب قائد الجيش، ثم عملية الإصلاح الشاملة والتعاون الذي لا مفر منه مع صندوق النقد الدولي من أجل الإنقاذ.
وبالتالي، فإن كل الاستحقاقات اللبنانية يتم طرحها من خلال المبادرة الفرنسية لتأتي كسلة متكاملة، على أن تشكل الضمانات الإقليمية سقفاً جدياً لتنفيذها عبر التعاون الإقليمي حول ملف لبنان، وحيث لن يكون ذلك مصدر انزعاج أميركي، لا بل ان التعامل مع الموضوع ينتظر ان يكون واقعياً.