الثلاثاء 21 رجب 1446 ﻫ - 21 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما هي استعدادات الحكومة للتصدي لاعتداءات اسرائيل؟

في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان لا سيما الاخيرة ليلا يدخل لبنان في افق مجهول الاطار، وسط استعدادات خجولة للحكومة ضمن الإمكانيات المتواجدة لديها للتعامل مع أي خطر امني او عسكري قد يتعرض له البلد في حال اتساع الحرب وبالتالي رقعة المواجهات.

وفي هذا الإطار ، تعكف الحكومة بتحديث خطتها التي كانت اقرتها بداية تشرين الثاني الماضي بعيد بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.

وفي هذا الإطار  دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجنة الطوارئ الوزارية الى اجتماع يعقد صباح اليوم في دارته في بيروت في ضوء التطورات التي حصلت في الساعات الماضية للتشاور.

وحول اخر الاستعدادات والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة تحدث منسق لجنة الطوارئ الوطنية وزير البيئة ناصر ياسين “لصوت بيروت انترناشونال” فقال:” نحن كحكومة نقوم بكل الإجراءات المطلوبة لاحتواء أي عدوان إسرائيلي على لبنان، ونسعى بكل ما اوتينا من قوة للوصول الى اقصى المقومات المطلوبة، علما ان أي دولة ومهما كانت امكانياتها كبيرة فهي لا يمكنها الوقوف في وجه الة التدمير، من هنا فأننا نعمل على التحضير والتنسيق ووضع اطر لاي سيناريو سيء قد يتعرض له البلد فيما اذا توسعت الاعتداءات الإسرائيلية كي تكون لدينا جهوزية، لذلك نحن نسير وفق منطق إدارة الازمات من خلال وضع عدة سناريوهات ومحاكاة لحالات وظروف يمكن حصولها وكيفية التصرف معها .”

وأشار ياسين الى ان التركيز في العمل هو على القطاعات التي يمكن ان تتأثر اكثر من غيرها في ظروف الحرب، كذلك على نقاط الضعف الموجودة لا سيما في الإدارة والاقتصاد لكي نستطيع ان نتفادى تأثيرها علينا بشكل سلبي.

ولفت ياسين الى ان الحكومة وضعت خطة انطلقت من عدة احتمالات، ومن هذه الاحتمالات نزوح أكثر من مليون و٢٠٠ الف شخص في حال شنت اسرائيل حربا على لبنان، ووضعنا لذلك خطة لتحضير مراكز إيواء لهؤلاء النازحين وذلك في المدارس الحكومية والتي قمنا بتجهيز عدد كبير منها، خصوصا بالنسبة الى المنتفعات الصحية الأساسية وتأمين المستلزمات الضرورية من فرش وغيرها، لتكون جاهزة للأيام الاولى اذا ما شنت الحرب على لبنان، كذلك بالنسبة للمواد الغذائية والأمور الصحية .

وحول دور محافظي المناطق اعتبر ان هناك ضرورة ان يكون لدى جميع المحافظات جهوزية تامة لكافة الاحتمالات، وان يكون جميع المحافظين على استعداد لإعطاء كافة التوجيهات اللازمة على المستوي المحلي، خصوصا انه قد يتم قطع الاوصال بين المناطق في حال نشوب حرب على لبنان.

وأكد ياسين على ان هناك تعاون كامل بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية من خلال الاجتماعات الدورية التي تعقد معهم باعتبارهم شركاء لنا، مشيرا الى ان الحكومة دعت هذه المنظمات الى زيادة دعمها ومساعدتها خصوصا إذاما تعرض لبنان الى عدوان واسع.

وكشف بان المنظمات الدولية تعمل ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان على مساعدة النازحين من القرى الحدودية والذي يبلغ عددهم حوالي ١٠٠ الف نازح، وهي قدمت مساعدات بما قيمته حوالي ٢٥ مليون دولار، إضافة الى التقديمات التي قدمتها الدولة اللبنانية عبر مجلس الجنوب والهيئات الأخرى والتي بلغت حوالي ١٠ مليون دولار أميركي.

ورأى الوزير ياسين أن  الملف الصحي هو بأهمية الملفات الأخرى، باعتبار ان كل الأمور تعتبر مهمة واساسية، مشيدا بعمل وزارة الصحة التي قامت بوضع خطة طوارئ متكاملة، حيث تم فتح اعتماد للوزارة من اجل تغطية استشفاء مصابي الحرب، إضافة الى ذلك فهي تتولى حاليا تغطية استشفاء كل الجرحى الذين تعرضوا لإصابات جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي بلغ عددهم حتى الان حوالي ١٧٠٠ جريح ، مشيرا الى ان هناك تنسيق بين الوزارة والمستشفيات، وايضا مع كافة الهيئات الصحية والمستشفيات الخاص.

وأشار الى ان وزارة الصحة لديها عدد من العيادات النقالة التي تتنقل بين القرى والبلدات الجنوبية، خصوصا في المناطق الحدودية لمعاينة الأهالي ومساعدتهم.

اما بالنسبة للمحروقات أوضح ياسين بان القدرة التخزينية هي في أقصاها وتكفي لخمسة أسابيع، كما ان وزارة الصحة دعت كافة المستشفيات لتخزين المحروقات لديها لإطالة فترة التخزين قدر الإمكان، مشيرا الى ان جميع المستوردين التزموا بتأمين المحروقات للمستشفيات والافران والسنترالات ومحطات ضخ المياه بشكل دائم.
وقال ياسين:” نحن بصدد الاتفاق مع المنظمات الدولية وقوات الطوارئ الدولية، لتامين طرقات امنة بديلة، في حال تعرضت الطرقات اللبنانية للاعتداء الاسرائيلي لإيصال المحروقات الى القطاعات الأساسية”.

ولكن في المحصلة، فانه لا يخفى على احد واقع البلد واوضاعه الصعبة على كافة المستويات، وبالتالي عدم قدرته على تحمل المزيد من الضغوطات والاعباء في ظل الازمات الراهنة والانهيارات المتواصلة.