قوات اليونيفيل عند الحدود الجنوبية للبنان
تصل خلال الساعات المقبلة إلى بيروت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف لإجراء مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين تتناول تطورات الأوضاع في المنطقة والقرار 1701، وتأتي زيارتها لبيروت في إطار جولة لها على عدد من دول المنطقة تشمل الأردن ومصر وإسرائيل والإمارات.
وتكشف مصادر ديبلوماسية غربية لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، أن ليف تحمل رسالة واضحة وهي ممنوع أن تتوسع الحرب الدائرة في غزة، وأنه يفترض على كل جهة في لبنان تَمون على من يستطيع توسيع الحرب تبلغه بأن ذلك مرفوض، وأنه من غير المسوح لهؤلاء توسيعها.
وأشارت المصادر، الى ان الفكرة الأساسية بالنسبة الى لبنان هي العمل لتجنب الحرب تماماً وعدم الدخول بها، ولفتت الى أن الأميركيين قدموا نصيحة لمواطنيهم لعدم السفر الى لبنان، وضرورة مغادرة رعاياهم خوفاً من أي تصعيد، ومن اعتداءات قد تطالهم أو خوفاً من إقفال المطار، لذلك فإن الأميركيين سيستعملون قوتهم العسكرية الموجودة في المنطقة في حالتين:
الأولى: تعرُّض رعاياهم للخطر.
والثانية: تعرض مصالحهم للخطر، فوجودهم العسكري يهدف الى الردع وتأمين خروج الرع،. وبالتالي لا توجد نية أميركية للقصف، إنما فقط قد يردون على أي اعتداء. في كل الأحوال التوجه حالياً هو للتهدئة بفعل الوساطات القائمة على أكثر من جبهة عربية ودولية.
والتوجه العام للأمور هو للتهدئة، أقله على جبهة لبنان و لم تتخطَ العمليات قواعد الاشتباك. وتفيد المصادر المتابعة في بيروت أن لا نية للتوسع من جانب “حزب الله” أو من داخل الأراضي الفلسطينية. وعلم أن لبنان استجاب لمطالب التهدئة، حيث لا مصلحة لأي فريق أن تتوسع الحرب. وفي الوقت نفسه يقوم باتصالات دولية واسعة للضغط على إسرائيل لوقف النار، وعدم توسيع الحرب.
وأشارت المصادر الغربية المطلعة على أهداف زيارة ليف، الى موقف أميركي يتبنى ويدعم موقف إسرائيل، مع أنه في الأيام الأخيرة تنبه الرئيس جو بايدن الى الأمر بعد موجة معارضة له في الشارع الأميركي من ذوي الأصول المسلمة والعربية. فعمد الى إعلان بعض المواقف لإرضاء هؤلاء لأنه يعتمد عليهم الى حد ما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتلافياً لخسارة أصواتهم.
في نظر الإدارة الأميركية، والتي ستعبر عن ذلك ليف خلال الزيارة، أن “حزب الله” هو الذي يريد توسيع الحرب وليس إسرائيل. وستسمع في بيروت كلاماً آخراً، حول ضرورة وقف إسرائيل لاعتداءاتها ولخروقاتها المستمرة للقرار 1701 الذي يحترمه لبنان بكافة مكوناته. وستُبَلَّغ ان “حزب الله” يعي دقة المرحلة وخطورتها، ويجب على واشنطن الضغط على إسرائيل لاحترام القرار المذكور ووقف الاعتداءات التي لن يكون في وسع أي طرف لجم انعكاساتها اذا تطورت الأمور.
وكشفت هذه المصادر، ان ليف لن تدخل إطلاقاً في أي بحث بالنسبة الى رئاسة الجمهورية، وهي الآن ليست في وارد تقديم أية أفكار حول ذلك. مع أن إدارتها تشجع على كل ما يرسي الاستقرار والإصلاحات والخروج من الانهيار.