مع احتدام المواجهات العسكرية بين لبنان وإسرائيل وتهديداتها المتكررة باتجاه الأراضي اللبنانية، والتي ترافقت مع إرباك كبير ومتكرر شهده مطار رفيق الحريري الدولي، بفعل إلغاء عشرات رحلات الطيران من وإلى بيروت، ارتفعت عدد من الاصوات المطالبة بالحاجة لفتح مطار آخر يلبي حاجات الشعب اللبناني ويمنع عزل البلد عن العالم في حال حدوث أي طارئ.
وتزامنت هذه الاصوات مع توقيع عدد من النواب اقتراح قانون معجل قدمه المحامي مجد حرب لتأهيل المطارات العسكرية في القليعات وحامات ورياق، لتحويلها الى مطارات مختلطة للخدمات العسكرية والمدنية معا، ولاستقبال الركاب والبضائع، ذلك نظرا للحاجة الملحة والسريعة لمطار اخر، لارتباط الموضوع بالسلامة العامة للبنانيين عند استعمالهم مطار رفيق الحريري للتنقل من وإلى لبنان.
لذلك فان فتح مطار القليعات يُعتبر ضرورة حتمية تفرضها اعتبارات تتعلق بأمن وسلامة المواطنين، ويساعد أيضا بتعزيز البنية التحتية للنقل في البلاد، كما إن مطار القليعات المعروف باسم “مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض” والذي يقع على بعد ٢٥ كيلو متر من مدينة طرابلس، يمكن أن يلعب دوراً محورياً باعتباره سيوفر فرص عمل جديدة ويؤمن إنماءً مستداماً للمناطق المحيطة به، مما يساهم في إحياء منطقة الشمال اقتصادياً ويحقق توازناً تنموياً، كما يمكن أن يشكل هذا المشروع مفتاحاً لإعادة تنشيط الاقتصاد في هذه المنطقة التي تعاني من التهميش، ويتيح لها فرص الازدهار والنمو.
فمطار القليعات الذي شهد تنظيم رحلات جوية بين بيروت والشمال بين ١٩٨٨و١٩٩٠، يعتبره خبراء في الملاحة الجوية بانه مؤهلا لوجستيا وفنيا، ويمكن اعتماده من قبل شركات الطيران المحلية والدولية.
وفي هذا الوقت، فان وزارة الاشغال العام والنقل تقوم بإعداد الدراسات المطلوبة لإعادة تشغيله، ولكن تبقى المشكلة بكيفية تمويل هذا المرفق لوضعه على خارطة المطارات الدولية.
مصادر مطلعة على الملف تؤكد عبر “صوت بيروت انترناشونال” ان مواصفات مطار القليعات من الناحية الفنية تعتبر ممتازة، وتتطابق مع المواصفات العالمية لتشغيله، لا سيما من ناحية المساحات الواسعة التي تحيط به وإمكانية توسعيه، إضافة الى ان لا ابنية تحيط به.
وذكّرت المصادر بان انشاء هذا المطار تم من قبل الحلف العربي، وهو خصص بداية لان يكون مطارا عسكريا، كما تم استخدامه بعد ذلك في تنقل الطائرات التابعة لشركة نفط العراق، مشيرة الى انه في العام 2002 في عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري صدر قانون بتحويل المطار ليصبح مدنيا، على ان يخصص جزء منه كمطار عسكري، ولفتت الى ان الرئيس الشهيد الحريري حاول مرارا اطلاق العمل في هذا المرفق، ولكن اعترضته مشكلة وهي ان الملاحة الدولية تفرض موافقة الدولة المجاورة لانطلاق العمل باي مطار لعوامل مناخية، ولكن رفضت حينها الدولة السورية اطلاق العمل به، رغم انه كان هناك عدد من الشركات الدولية تجري دراسات حول المطار، حيث اكدت كل التقارير الفنية الصادرة إمكانية استخدامه لتطابق مواصفاته مع المواصفات العالمية لتشغيله.
وشددت المصادر على ضرورة اعادة افتتاح مطار القليعات لأهميته لكل لبنان، لا سيما لمنطقة عكار.
وكشفت المصادر عن استعداد كبير من قبل اكثر من 50 شركة دولية لتشغيل هذا المطار على طريقة”BOT”، ولكن ختمت المصادر بتأكيدها على ان قرار فتح مطار “الرئيس رينيه معوض” هو قرار سياسي بامتياز.