الجمعة 15 شعبان 1446 ﻫ - 14 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مهمة سلام غير سهلة.. و"الثنائي الشيعي" مربك وممتعض

من الواضح أن تسارع المستجدات الدولية والإقليمية باتت تواكبها تسارعا في التطورات السياسية الداخلية اللبنانية، وفي غضون أسبوع واحد انقلبت الأمور راسا على عقب نتيجة الصدمة التغييرية التي أصابت جميع اللبنانيين، وذلك مع انتخاب رئيس للجمهورية العماد جوزاف عون بداية، إلى تكليف الرئيس نواف سلام الذي شكل صاعقة قلبت كل المعطيات، وصولا إلى مشاورات التأليف المستمرة رغم مقاطعتها من قبل “الثنائي الشيعي” شكليا، ولكن في النهاية فان الرئيس سلام مدعو لتشكيل حكومة حيادية متجانسة تكون قادرة على القيام بالمهمات الاستثنائية المطلوبة منها في المرحلة المقبلة، على أن يكون المعيار في اختيار الوزراء مبني على الكفاءة والنزاهة ومراعاة قواعد الاختصاص والبعد عن المحسوبية والولاء لإصحاب النفوذ، أي وزراء مشهود لهم بمواقفهم الوطنية ومناقبيتهم الأخلاقية وتطلعاتهم التغييرية، ويكون لديهم الجرأة في اتخاذ القرارات لملاقاة العهد بالتغيير.

لذلك، فان مهمة الرئيس المكلف لن تكون سهلة في ظل “حرد” “الثنائي الشيعي” وامتعاضه من الوضع الجديد الذي سحب من يده سلطة الاستقواء، وبالتالي جعله غير قادر على التحكم بقرار الدولة كما كان يفعل على مدى عقود.

من هنا، تتوقع مصادر مواكبة لعملية التأليف “لصوت بيروت إنترناشونال” ان الثنائي سيعود ليدخل في التركيبة الحكومية المقبلة لتامين مصالحه، مشيرة ان تخلفه عن الاستشارات غير الملزمة التي أجراها الرئيس مكلف كانت مجرد “دلع” لتحقيق اقصى ما يمكن من مكاسب في الحكومة المقبلة، خصوصا ان كل مصادره تؤكد انه لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يتخلى عن وزارة المال.

وتعتبر المصادر ان مهمة الرئيس سلام لن تكون سهلة ولكنها غير مستحيلة، وستكون لديه القدرة من خلال اتصالاته ومشاوراته لتذليل العقد ومعالجة الهواجس المطروحة من قبل البعض لا سيما من قبل “الثنائي الشيعي”، وشددت المصادر على ان الرئيس المكلف سيكون مدعوما في مهمته وبشكل مباشر من قبل من رئيس الجمهورية، الذي سيبذل كل ما يمكن من جهود لانطلاق العمل، ووضع كافة الملفات على السكة لإعادة بناء الدولة مجددا وانتظام عمل مؤسساتها.

ورات المصادر في المقابل، بانه ليس من السهل على “حزب الله” استيعابه لكافة الهزائم والخسائر التي اصابته بالتوالي، ان كان من خلال حربه مع إسرائيل، او انهيار نظام الأسد الذي شكل مفاجأة غير متوقعة له، ومن ثم قبوله على مضض بانتخاب الرئيس عون وتخليه عن مرشحه سليمان فرنجية، وما تلا ذلك من تكليف الرئيس سلام، بعدما كان على ثقة باستمرار الرئيس نجيب ميقاتي في الحكم، نتيجة تفاهمات كانت جرت قبيل انتخاب الرئيس عون حسب ما تشير مصادره.

وتعود المصادر المتابعة لملف التأليف لتؤكد بان “الثنائي الشيعي” بات محشورا ومحرجا حاليا امام بيئته بشكل خاص ، بعد كل الخسائر الذي مُني بها على كافة الأصعدة، وهو يعاني حاليا من أوضاع صعبة بعد ان فقد الشريان الحيوي باتجاه سوريا وايران، في الوقت الذي هو بامس الحاجة للحصول على أموال لإعادة الاعمار، مع علمه ان شروطا محددة وضعت من قبل المجتمع الدولي لدعم لبنان ومساعدته، ومن هذه الشروط وصول العماد عون الى قصر بعبدا وتشكيل حكومة موثوق بها، تعمل على تطبيق القرار ١٧٠١، مرورا بإعادة الاعمار وغيرها من الاستحقاقات المنتظرة منها، إضافة الى ملف الإصلاحات المطلوب تنفيذه من قبل لبنان.

وتختم. المصادر باعتبارها ان الثنائي يعيش اليوم حالة ارباك كبيرة تجعل الخيارات امامه ضيقة، لذلك فان الأنظار تتجه الى الأيام المقبلة والى ما يمكن ان يتخذه “الثنائي الشيعي” من مواقف، فإما ان ينزل من على الشجرة ويشارك في حكومة العهد الأولى، ام انه سيفضل الانتقال الى ضفة المعارضة، و بالتالي مواجهة العهد الجديد وتسجيل المزيد من الخسائر؟