برنامج إيران النووي يثير الكثير من القلق حول العالم
ترتفع أصوات بعض المسؤولين النافذين والمحوريين في إيران بين الحين والآخر لتعلن أن لدى إيران لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتها النووية. وآخرها قبل أيام على لسان وزارة الخارجية. وهذا الموقف صدر بعد أيام على تحذير صدر عن قائد في “الحرس الثوري” الإيراني في حين أن طهران قد تغير سياستها النووية اذا استمرت التهديدات الإسرائيلية.
تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، لـ”صوت بيروت إنترناشونال” أن لدى الإيرانيين برنامج نووي عسكري وليس مدني، وهذا واضح جداً لا سيما من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. انما لا تزال إيران تعمل أحياناً لإخفاء الأغراض الحقيقية للبرنامج النووي والذي يشكل مصدر قلق كبير لا بل رعب، لكل الدول الغربية ، ولهذا السبب أجريت مفاوضات معها في السابق وتجرى حالياً، بهدف منعها من الوصول الى القنبلة النووية التي تصبح مصدر تهديد للعالم. انما إيران تقول أن لديها عقيدة تقضي بأنه لا يجب أن تقوم بإعداد النووي لأنه يبيد البشرية. كل الدلائل العلمية تثبت أنها تعمل للوصول الى النووي، وأكثر من النووي السلمي أو المدني. وهي تهدد أن تغير من عقيدتها لتصبح تسمح بالنووي لأغراض عسكرية. ان من يُخصب اليورانيوم بنسبة ٦٠ في المئة و٧٠ في المئة لا يدل إلا على الرغبة الواضحة للتوصل الى النووي العسكري.
حتى منذ أيام الخميني يقولون بهذه العقيدة. انما الهدف هو التبرير، لكن ليس من جهة دولية تصدق أن ما يقومون به ليس لأغراض نووية عسكرية. ذلك ان كل المعطيات تثبت العكس. كما أن كل المؤشرات تدل على الرغبة في توسيع النفوذ في الشرق الأوسط ليس فقط عبر النووي بل عبر التسلح بالصواريخ وهو الأمر الذي تغدق به على حلفائها في دول المنطقة.
وتفيد المصادر، ان القلق الآن هو من تغيير العقيدة بعد أن تكون إيران قد امتلكت النووي وانتهت من مراحل التوصل الى القنبلة النووية. في السنة المقبلة ٢٠٢٥ تكون مهلة الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران الموقع في العام 2015 قد انتهت، لأن مهلة النووي هي 10 سنوات كما نص عليه الاتفاق.
الأميركيون كانوا قد انسحبوا من الاتفاق في ال 2018، ما أدى الى اعتبار إيران نفسها غير ملزمة به. وخلال عهد الرئيس جو بايدن الحالي، عملت إدارته على العودة الى الاتفاق. ووضعت شرطان لذلك:
البحث بالصواريخ البالستية الإيرانية، والبحث بنفوذ ايران في المنطقة وكيفية تحجيمه لم تقبل ايران بهما. الآن هناك مفاوضات أميركية-إيرانية بعيدة عن الأضواء، حول النووي تسرب عنها انها إيجابية، وسط استجابة إيرانية أيضاً لمتطلبات عدم اللجوء الى توسيع الحرب على غزة، وابداء إيجابية لدى حلفائها بالعمل في هذا الاطار، حتى وصلت الأمور إلى قدرة أميركية على ان تمون الإدارة على ايران اكثر مما استطاعت على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إلا ان السؤال الذي يبقى دون جواب هو هل ستوقع ايران على أي اتفاق مع واشنطن خلال المدة المتبقية من حكم بايدن، ام انها سترى ان لا مصلحة لها باتفاق مع إدارة ذاهبة و ستنتظر إدارة جديدة؟ لقد انتظرت ايران ذهاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ومجيء هذه الادارة والتي بمرور السنوات الأربع لم يتم أي تفاهم معها على المشكلة الجوهرية وهي النووي فمن يضمن التفاهم في ظل الإدارة الجديدة؟