السبت 18 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 2 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل من أبعاد سياسية لتوقف "توتال" عن التنقيب؟

فاجأ إعلان شركة “توتال إنرجيز” الجميع بأن لا غاز في البلوك ٩، وأن الشركة أوقفت أعمال التنقيب من خلال منصة الحفر “ترانس أوشن بارنتس”، وغادرت إلى قبرص للعمل في إحدى حقولها النفطية.

لم يمر هذا التطور مرور الكرام في كل الدول المعنية، خصوصًا في لبنان وكافة الأفرقاء الذين عملوا على الموضوع منذ بدء مهمة الموفد الرئاسي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين وحتى الآن، مرورًا بزيارته الأخيرة لبيروت لدى انطلاق عملية الحفر والثناء على الجهود التي أحرزت في هذا المجال.

ولكن ماذا حصل الآن لكي يتم التوصل إلى هذه النتيجة بعد الآمال التي كانت معلقة دوليًا على ملف الغاز والطاقة في البحر اللبناني ومدى أهمية ذلك في انتشال لبنان من واقعه الاقتصادي الأليم؟ ثم مدى أهمية هذا الاستثمار الكبير في إرساء الاستقرار في الجنوب والمنطقة على المدى المنظور.

مصادر ديبلوماسية مطلعة، أوضحت لـ “صوت بيروت إنترناشونال”، أنّ توقيت الإعلان عن عدم وجود غاز وتوقيت المغادرة مسألة مرتبطة بالتطورات السياسية التي حصلت في المنطقة وفي الجنوب، غداة اندلاع حرب غزة وأسبابها، وتطور الموقف في الجنوب تبعًا لذلك.

وأوضحت أيضًا أنه من خلال معرفة طريقة التعاطي الدولي مع المنطقة، يتبين أن موقف “توتال” يندرج في إطار الضغوط الدولية لتحقيق شروط معينة يقتضي من الجانب اللبناني الالتزام بها، وأنها تشكل رسالة واضحة إلى “حزب الله” بأن التنقيب لن يستمر أو يستكمل إذا لم يكف “حزب الله” عن التدخل في الأوضاع الفلسطينية. بالنسبة إلى الدول إن الاستقرار في المنطقة مسألة جوهرية لا يجب المساس به، وإلا لن يكون هناك تنقيب.

وكان لافتًا الضغط الذي قامت به “توتال” التي حفرت في بقعة معينة في البلوك ٩، وقالت أنها لم تجد الغاز، إذ إنها لم تنتقل إلى بقعة أخرى في البلوك، بل قالت إن لديها التزامات مع قبرص.

التخوف الدولي الآن بحسب المصادر، هو عودة الحزب إلى التحدث عن المعادلة السابقة لما قبل الاتفاق على الحدود البحرية، وهي أن لا بلوك ٩ يعني لا “كاريش”، فتتم العودة إلى المعادلة كما لو لم يحصل الاتفاق.

ووفقًا للمصادر، فإن الأمر يردنا إلى الموقف الدولي الأساسي حيث لا قبول إطلاقًا بأن يكون لبنان منصة لتحويل القتال والنزاع إلى حدوده أو عبر حدوده، أو نقل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي إليه. ويتوافق الموقف الدولي مع المواقف للأفرقاء اللبنانيين الآخرين، الذين يعارضون بشدة أن يدفع لبنان سبب الحروب في المنطقة وثمن النزاعات. والأثمان ستكون من أرواح المواطنين أولًا، ومن الاقتصاد ثانيًا حيث لا مصلحة بخسارة الثروة النفطية والغازية. فماذا ينفع لبنان من مسار كهذا؟