الجمعة 17 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 1 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل من ثمن للتقاطع الإيراني مع الموقف الدولي في تحييد الجبهات عن حرب غزة؟

تبلغ لبنان من الإدارة الأميركية ومن الأمم المتحدة ضرورة التنبه لعدم انزلاق الوضع لأية مخاطر تؤدي الى حرب كارثية عليه.

وقد أبلغت السلطات اللبنانية هذا الكلام الى “حزب الله” في رسالة أميركية ودولية واضحة بأن على لبنان تحييد نفسه عن الصراع الدائر في غزة وعدم القبول باستدراجه الى المشاركة في الحرب.

وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، ان هناك ضغوطاً دولية على كل الأطراف في المنطقة لتجنب فتح جبهات جديدة فيها بالتوازي مع جبهة غزة.

ولاحظت المصادر أن موقف إيران والذي عبر عنه المرشد علي خامنئي يلاقي المواقف الدولية وإن بصورة غير مباشرة. اذ أن إيران لا تريد الدخول في حرب مفتوحة كون ذلك سيؤسس لحرب دولية-إقليمية هي في غنى عنها في المرحلة الحالية. وهي تتلافى بذلك الحرب الحقيقية على كل الجبهات وإن سمحت ببعض ردود الفعل.

وفي ذلك تلتقي مع الدول الكبرى حول أن لا قدرة لأي طرف دولي أو إقليمي بالدخول في حربين في الوقت نفسه. كما أن الدول الكبرى لا تريد إضاعة الوقت بالوضع في الشرق الأوسط في وقت يتم التركيز أميركياً وأوروبياً على أوكرانيا. كما أن أي طرف دولي أو إقليمي لن يتحمل ارتفاع أسعار النفط عالمياً في حال وقوع حرب واسعة النطاق وغير محدودة بزمن.

وتشير المصادر، الى ان إسرائيل حالياً تريد ربحاً ما لتوقف حربها، وهي لا تزال تفتش عن مكان هذا الربح وكيفية الحصول عليه لكي تتمكن من مواجهة جمهورها. فهي تبحث عن طريقة لصرف انتصار ما على أرض الواقع. الا أن المصادر، تقول أن غض النظر الإيراني عن ضرب غزة بهذه الطريقة قد لا يصل الى مستوى بيع رأس “حماس” في هذا التوقيت، لأن إنهاء “حماس” يحتاج الى حرب جوية وبرية لأكثر من أيام، بل قد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر. ان مثل هذه القضية لن تكون سهلة.

بالنسبة الى موقف “حزب الله” الذي يعكس بالطبع توجهاً إيرانياً، فإن الأداء في الجنوب بينه وبين إسرائيل لا يزال حتى الآن من ضمن قواعد الاشتباك. اذ ليس لدى اسرائيل مصلحة في الذهاب باتجاه حربين معاً. والحزب لن يستطيع تحقيق إنجاز في أي حرب يخوضها الآن يفوق الإنجاز الذي حققته “حماس” في بداية الحرب في غزة، لأن اسرائيل جهزت استعداداتها على الحدود الشمالية.

ثم ان سبب تضاؤل فرص قيام الحزب بعملية كبيرة انطلاقاً من الجنوب، يعود الى أن ذلك لا يحظى بوحدة وطنية وكل الأطراف الداخلية حذرته من مغبة المشاركة وتوريط لبنان في حروب إضافية. ان ما يحصل في الجنوب اللبناني باتجاه الشمال الاسرائيلي هو محاولات محدودة لإلهاء إسرائيل في هذه المنطقة وتخفيف احتقانها بالنسبة الى غزة. ولن يكون هناك تغيير لقواعد اللعبة على الحدود.

وفي أية مفاوضات مقبلة بين واشنطن وإيران، ستعمد إيران بحسب المصادر الى البحث عن ثمن لموقفها وسعيها لتحييد منظماتها في المنطقة عن ما يحصل في غزة، والتطورات المقبلة ستؤشر الى ما إذا هناك تسويات جديدة في الملفات العالقة بناء على المعطيات التي فرضتها هذه الحرب أم أن الستاتيكو سيستمر طويلاً.