السبت 18 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 2 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يحول توازن الرعب النووي دون توسع الحرب؟

على الرغم من التهديدات الإسرائيلية بدخول غزة براً، والتهديدات في المقلب الآخر بأن المنطقة ستشتعل إذا بدأت الحرب البرية على غزة. فإن مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع لا تزال تستبعد لجوء إسرائيل الى الحرب البرية على هذه المنطقة، والسبب في ذلك أن السلاح النووي يمكن أن يشكل الرادع لدى الفريقين للتصعيد الكبير ولتوسيع ساحة المعركة ليشمل كل الجبهات. الأمر الذي سيوفر توازناً في الرعب يجعل كل اللاعبين في المنطقة يعُدّون للمليون، قبل أي قرار من هذا النوع.

وتفيد المصادر، أن الخطر ليس من احتمال اللجوء الى السلاح النووي واستخدامه لأن ذلك مستبعد، بل الخطر يصبح محدقاً لدى خروج الأمور عن طورها وما يمثله ذلك من تهديد فعلي للأمان النووي من خلال العبث بالممتلكات النووية عبر استخدام العمليات العسكرية، ما يضع المفاعلات النووية تحت الخطر، ويضع معه مصير الملايين في المنطقة تحت الخطر الحقيقي. اذ يمكن العبث بالطاقة النووية من خلال المقاتلين أو المتسللين أو أي طابور خامس أو عبر أخطاء عسكرية خلال أية حرب كبيرة. ومن المعلوم أن البرنامج النووي الإيراني لم يعد بعيد المنال وهناك الفريق الهندسي المُعِد له، كما أن إسرائيل لديها مفاعل ديمونا. وبالتالي يمكن أن يكون وجود السلاح النووي أو المقومات النووية التي توصل الى القنبلة النووية سبباً في العزوف عن فكرة الحرب البرية، وسبباً لعودة الحوار الى المنطقة، ان من خلال فكرة القمم المطروحة أو من خلال أي عمل ديبلوماسي يؤدي الى قرار صادر عن مجلس الأمن ينهي الحرب على غزة، ويؤسس لستاتيكو جديد قد يطول حسب الظروف السياسية الدولية والإقليمية.

ذلك ان لا قرار اطلاقاً باللجوء الى النووي، لكن حصول انفجار نووي غير مقصود من جراء توسيع الحرب قد يتم، وستحصل إبادة بشرية جماعية وشاملة. ولا من يضمن عدم حصوله، مثلاً على غرار انفجار يوكوشيما.

ومن الواضح أنه تحت أرض غزة يوجد غزة أخرى والعمل البري ليس سهلاً. ثم ان جميع الرهائن الإسرائيليين في هذه الحالة، سيتم استخدامهم كدروع بشرية مكشوفة أمام الغارات والقصف، وهذا ما لا تقبل به تل أبيب لأنه يؤدي الى مقتلهم جميعاً. فهل يمكن لإسرائيل المجازفة في كل ذلك. وفي المقابل، ان القصف المدفعي الإسرائيلي لا يمكنه القضاء على فصائل إيران داخل غزة. والقضاء عليها عبر الهجوم البري دونه عقبات كبرى وخطرة.

التوجهات ستحسم خلال ساعات، فهناك ضغوط وضغوط مضادة، ان كانت سياسية أو أمنية عبر البوارج وحاملات الطائرات، أو اقتصادية كما يلوح من مسألة وقف التنقيب عن الغاز في البحر اللبناني. والضغوط المضادة من إيران و”حزب الله” الذي إذا توسعت الحرب قد تصل قذائفه الى الجليل وستتعدى غزة. وأي توسعة للحرب سيُدخل الوضع العربي في أتون نزاعات داخلية متصلة بوحدة الساحات. الآن الضغوط الدولية على أشدها لوقف آلة الحرب، فهل تنجح المساعي؟

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال