الثلاثاء 7 ربيع الأول 1446 ﻫ - 10 سبتمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يشكل الخوف من توسّع الحرب فرصة للتفاهم على رئيس؟

استشعر العديد من الأفرقاء السياسيين اللبنانيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة واستمرارها للأسبوع الثالث على التوالي، وما يرافقها من أجواء توتر في المنطقة بكاملها، ضرورة عودة البحث الداخلي في مسألة إنهاء الشغور الرئاسي، وضرورة التفاهم على رئيس جديد للجمهورية يتسلم مهامه في أقرب وقت.

ويعود هذا الجو إلى عاملين اثنين، وفقًا لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على تحرك لبنان نحو الدول للضغط من أجل إبعاد شبح الحرب عنه. إذ تقول هذه المصادر لـ “صوت بيروت إنترناشونال” أن العامل الأول، هو أن لبنان يبقى معرضًا للخطر طالما أن الوضع في غزة يُعتبر جرحًا مفتوحًا.

كما أنه من دون حل لذلك، لن يرتاح الوضع اللبناني وأي حل في موضوع غزة لا يتوقع حصوله قبل أشهر عدة، أي أنه لن يكون عملية سهلة وسريعة، لأن الأمر متعلق بعدم تراجع إسرائيل عن القيام بعملية برية كبيرة من أجل استسلام غزة. والحل الوحيد الذي تطرحه إسرائيل هو استسلام “حماس”. وهذا الشرط لا يبدو أنه قابل للبحث لدى “حماس”. في حين تريد إسرائيل استعادة هيبة جيشها وكرامته الوطنية. والقصف من الجو يقتل المدنيين من دون أن يمس خنادق الأسلحة تحت الأرض التابعة لـ “حماس”،  والبنى التحتية ذات الصلة بها. وأي ضغط دولي أو إقليمي على “حماس” للاستسلام يبدو مستبعدًا. وأي عمل عسكري للقضاء على “حماس” سيتم بدعم أميركي وسيستغرق أشهرًا من أجل أن يُحسم. وسيبقى ملف لبنان إلى أمد بعيد مجمدًا، في حين أن لبنان في أمسّ الحاجة إلى وجود سلطة قوية بدلاً من الشغور الرئاسي وحكومة تصريف أعمال ومجلس نواب لا يفعل شيئًا.

وثانيًا أن هناك تقاطعًا في وجهات النظر للأفرقاء حول ضرورة إعادة تحريك الملف الرئاسي. لكن هناك مسألتان غير واضحتان، هما: هل سيتم القبول بمنطق “حزب الله” والتوافق على مرشحه سليمان فرنجية، في ضوء مستجدات موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وزيارته لفرنجية، ذلك أن العقبة أمام توفير أصوات كاملة توصل فرنجية إلى قصر بعبدا كان موقف باسيل من ترشحه ورفضه لتأييده.

الشيعة يوافقون على فرنجية وبعض السنّة، يُضاف إلى ذلك احتمال تعديل في موقف باسيل، وعدم معارضة بكركي لذلك. عندها لن يعرقل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط  أية إرادة مارونية في هذا الصدد، فتتم تسوية الأمر؟ ثم هل سيواكب مثل هذا السيناريو عدم وجود “ڤيتو” دولي-عربي؟ أم أن المواقف الدولية والعربية لا زالت على حالها إزاء عدم القبول بمرشح “حزب الله”؟

إن العديد من القيادات ترى أن الإمعان في التعطيل هو انتحار بطيء. وبالتالي، فإنه بحسب المصادر، في ما ينبئ به موضوع غزة، يمكن لهذا الظرف أن يشكل فرصة للبنانيين للاتفاق على رئيس ما دام الوضع في المنطقة لن يحل بسهولة.

من هنا، يبقى السؤال المطروح هل ستتم الاستفادة من الخطر المحدق بلبنان وترجمة ذلك بالاتفاق على رئيس؟ مع إشارة المصادر، إلى أنّ موضوع لبنان في حال لم يسجل اختراقًا سيبقى معلقًا إلى أمد غير معروف. ومع الإشارة أيضًا إلى أن قوعد اللعبة في الجنوب ستبقى محترمة، إلا إذا حصل حادث خطير وغير محسوب، وما من جهة تستطيع ضمانة أي أمر.