يعاني لبنان منذ سنوات عديدة من أزمة سياسية خانقة، حيث لم يتمكن البلد من انتخاب رئيس جديد منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، يُعزى هذا الانقطاع الطويل في انتخابات الرئيس إلى ما يعرف بـ”معطلي الانتخابات الرئاسية”، وهؤلاء هم جماعات وأفراد يمنعون التقدم نحو انتخاب رئيس جديد في لبنان.
بهذه الكلمات بدأت مصادر مقربة من واشنطن في حديثها عن الانتخابات الرئاسية في لبنان، معتبرة أنّ أحد أهم المعطلين في العملية الانتخابية هو تجاذب النفوذ السياسي بين الأحزاب خصوصًا بما يعرف بمحور الممانعة أي الفريق الموالي لإيران.
وتضيف في حديث عبر موقع “صوت بيروت إنترناشونال”: “النظام السياسي اللبناني يعتمد على توازن هشّ بين الأحزاب المختلفة والطوائف الدينية، وهذا يؤدي إلى صعوبة كبيرة في التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس جديد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إيران على تأجيج التوترات في لبنان، مما يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق سياسي”.
تتابع المصادر، “الفساد الواسع الانتشار في لبنان هو عامل آخر يعزز من تعقيدات عملية انتخاب رئيس جديد. الفساد يمتد إلى جميع جوانب الحياة اللبنانية، بما في ذلك القطاع السياسي والاقتصادي. وبنظر الادارة الأميركية، فإن النظام السياسي الحالي يتيح للمسؤولين الفاسدين الاستمرار في ممارسة فسادهم من دون محاسبة”.
وتلفت إلى أنّ هناك مخاطر حقيقية تتمثل بعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خصوصًا على الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، ويزيد من عدم الاستقرار السياسي في البلاد ويقلل من فرص الإصلاح الاقتصادي الضروري للنهوض بالاقتصاد.
للخروج من هذا الوضع المأزوم، تقول المصادر، “لا بدّ من وضع حدّ للمعطلين ولمعرقلي الانتخابات الرئاسية، لذلك يتعيّن على هؤلاء وضع مصلحة لبنان أولًا والتخلي عن العمل فقط لمصلحة إيران، والتوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام يسمح بانتخاب رئيس جديد ويشجع على الإصلاحات الضرورية في البلاد. بالتالي يجب أن يتعاون جميع الأطراف المعنية والمجتمع الدولي لدعم هذه العملية وتحقيق التقدم نحو استعادة الاستقرار في لبنان للخروج من نفق الانهيار”.