الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"أم محمد" بين ‫النزوح القسري من مخيم عين الحلوة وحياتها البائسة

لا تبدو ” ام محمد ” الفلسطينية من حي الطيرة في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا مكترثة لوجبة الطعام ، أو لسلة من المواد الغذائية التي اعطت لها بعد الاشتباكات الدامية الاخيرة في مخيم عين الحلوة وهي تبدو شاردة الذهن، فيما ينهمر الدموع في عينيّها أمام الغرفة التي تسكن فيها حالياً بعد ترك منزلها قسراً مع زوجها وطفلها محمد “أربعة سنوات” و حالياً هي مقيمة مع زوجها وطفلها في تعمير عين الحلوة عند اقرباء لهم بعد تدمير جزء كبير من منزلهم وخسارة اغراضهم المنزلية وأمتعتهم .
فلا شيء تريده ” أم محمد ” ، سوى أن تجد نفسها في منزلها الذي يقع في حي الطيرة هي وزوجها وطفلها الصغير، بعيدا عن سماع صوت الرصاص والقذائف عند النزاعات الفلسطينية الداخلية و ظبط السلاح المنتشر في بعض احياء مخيم عين الحلوة بين المجموعات المتشددة التي وبحسب تصريحها انه بات مرفوض بتاتاً وعبئ ثقيل على اهالي مخيم عين الحلوة والجوار .

تقول ” أم محمد ” اشتقت للوقوف في مطبخي الذي تحول إلى كومة من الركام بعد استهداف منزلي برصاص المسلحين ، و دمرّت المعارك العنيفة اجزاء كبيرة من منزلي من جراء سقوط عدد كبير من القذائف الصاروخية ، واشتقت ان اعد وجبة غذاء الساخنة والشهيّة لزوجي وطفلي بدل من إعطائي سلة من المواد الغذائية التي لم تعيد ترميم منزلي او إصلاح ما تضرر من اجزاء كبيرة في منزلي .

وبصوت مخنوق ، قالت اشعر أنني كبرت في العمر خمسون سنة أضافية على عمري الحقيقي جراء التهجير من منزلي و سماع اصوات القذائف والرصاص والشعور بالذل والاهانة ، أريد حياتي الخاصة بدون قيود ، أريد استيقظ بدون خوف من المجهول أريد منزلي كما تركته صالح للسكن وبات اعادة تأهيل وترميم منزلي بالنسبة لي أكثر من حلم ، بعد تدمير حياتي وبعد خسارة الثقة في جميع الفصائل وعدم مقدرتهم بأن يعطوا لنا ابسط شيئ وهي حياة كريمة بالراحة وبلحظات هادئة و سكينة .

وتتابع ” أم محمد ” وهي تنظر بحسرة إلى طفلها ” محمد ” وتقول كنا آمنين في منزلنا قبل المعارك العنيفة التي قتل فيها بعض اشخاص ابرياء وجرح عدد كثير من الاهالي المدنيين وتقول بحسرة هل تعلمون بأن عدد كبير من المنازل سرقت وأحرقت في حي الطيرة والصحون وغيرها من الاحياء في المخيم .
انني اناشد منظمة التحرير الفلسطينية وجميع الفعاليات الفلسطينية و الأونروا والمنظمات الدولية والمحلية بوضع خطة سريعة لإعادة إعمار الاحياء المنكوبة و بتعويض على اصحاب المنازل والمحلات وخاصة نحن على أبواب شهر رمضان المبارك .

مصدر مطلع في مدينة صيدا يصرح للموقع : تعمل بعض المؤسسات الأغاثية والإجتماعية المحلية لتلبية جزء صغير من الحاجات للعائلات المتضررة نتيجة الاشتباكات الدامية ومنها تقديم الطعام ، لكن المطلوب تظافر الجهود على مستوى اكبر واشمل بين الأونروا والمنظمات الدولية والمحلية لإمكانية تأمين العيش بحياة كريمة تليق بالإنسان وحقوقة وايضا” العمل السريع على تأمين الأموال لإعادة الاعمار الأحياء المتضررة كثيراً ولتخفيف الاعباء المالية عّن السكان المحلين ، وعلى الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية ان تضع خطة أمنية واضحة فوراً و بتعاون مع الدولة اللبنانية لنزع وتنظيم السلاح الخارج عن الاجماع الفلسطيني وان يتمسك الجميع بتثبيت الامن والامان في مخيم عين الحلوة الذي له رمزية كبيرة لحق العودة الى فلسطين المحتلة وحتى لا تتكرر جولات العنف والاشتباكات المسلحة وخاصة ان المتشدد بلال بدر ومجموعته وبعض المجموعات المتحالفة والقريبة منه المتورطة بأعمال ارهاب ضد اللبنانيين والفلسطينين باتوا يهددون بشكل خطير اهالي مخيم عين الحلوة والأمن اللبناني.

بقلم : طارق أبوزينب