الأثنين 5 ذو القعدة 1445 ﻫ - 13 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أوساط ديبلوماسية لـ"صوت بيروت انترناشونال": لبنان ليس أولوية أميركية في انتظار اتضاح سياسة واشنطن

لاحظت أوساط ديبلوماسية واسعة الإطلاع على العلاقات اللبنانية-الأميركية، في حديث لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن الإدارة الأميركية تعلن مواقف حول أنها داعمة للشعب اللبناني، و لحكومة فاعلة تقوم بالإصلاحات الضرورية من أجل أن يستطيع المجتمع الدولي مساعدتها و مساعدة لبنان على تخطي أزمته الإقتصادية الكبيرة على أن الأوساط تقول، أن الإدارة لم توضح تفاصيل حول موقفها هذا بعد. لكن ما هو مؤكد، أن الموقف الأميركي في هذه المرحلة يظهر ما يلي:

-أن واشنطن كما الدول الفاعلة الأخرى تمتنع عن تمويل لبنان من خلال حكومة تصريف الأعمال. مع الإشارة الى أن الأمين العام ل”حزب الله” قال بتعويم حكومة تصريف الأعمال و هذا غير مقبول دولياً و لا أميركياً. و هي أي الدول لن تستطيع أن تساعدها، إذ أن الاتفاقات المالية يجب أن تكون مع حكومة فاعلة. هذا هو الإتجاه العام في الإدارة الأميركية و من خلال اتصالات الإدارة مع الدول. و لم تظهر واشنطن تفاصيل الحكومة الفاعلة كما تراها. و لم تُشِر الى أي شيء متصل بصفة الحكومة لناحية الإختصاصيين أم مختلطة بين سياسيين و اختصاصيين، أو أية صفة أخرى. لكن ما يهم واشنطن هو حكومة من دون “حزب الله”. و هذه مسألة ثابتة في السياسة الأميركية مهما كان نوع الإدارة من الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي.

-تتساءل الأوساط، حول كيفية انعكاسات التهدئة في الملفات الإقليمية و التي ستتبعها الإدارة الجديدة على لبنان. لأن الأوساط تعتبر أنه لا توجد حتى الآن إشارة أميركية الى هذه النقطة، و أن المسائل يبدو أنها قيد الدراسة، و أن ذلك ليس أولوية بالنسبة إليهم. لكن الأمر سيصبح أولوية فيما بعد، لأن التشديد الآن هو على ملفات إيران و اليمن و الخليج و الصين. و لا تستبعد الأوساط اتباع التهدئة في الملف اللبناني من ضمن منحى التهدئة الذي سيتبع في المنطقة.

-تتوقع الأوساط، أن يكون الإتجاه العام في السياسة الأميركية حول لبنان، هو ذاته مثل توجهات الإدارة السابقة. و عدم الإعلان عن تفاصيل التوجه حتى الآن، هو بسبب تقطيع الوقت الى حين تتخذ فيه الإدارة موقف واضح. و هذا لن يتم قبل شهر حزيران المقبل. و تحتاج الإدارة الى ملء مراكز شاغرة لا سيما من سيأتي خلفاً لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايڤيد شنكر. و لن يتضح الموقف قبل تعيين المسؤول في هذا المنصب و قبل أن يبدأ عمله. و حتى الآن لم يتم اختيار خلف له. و لا تزال الإدارة في مرحلة تعيين من هم أعلى رتبة. و بعد مرحلة التعيين، يفترض أن يتم تثبيته في مجلس الشيوخ، هذا إذا لم تتم عرقلة ذلك لبعض الوقت. شنكر تمت عرقلة تعيينه لمدة سنة . هذا يعود للعبة الداخلية و مطالب النواب من الرئيس و ردود الفعل عليها. مكتب لبنان في الخارجية الأميركية لن يتغير و هو يتابع يومياً الأحداث. لكن صناع القرار حول لبنان يبدأون من مستوى مساعد وزير الخارجية و ما فوق، و مكتب لبنان ينفذ سياستهم و قرارهم. و في هذه المرحلة، يتخذ المواقف حول لبنان وزير الخارجية أنتوني بلنكن، بحيث أنه إذا وجد مسألة ملحة أو حدثاً كبيراً فهو الذي يتدخل.

و العرقلة في مجلس الشيوخ للتعيينات قد تكون لشخص الذي تم تعيينه إذا كان استفزازياً، أو لأمور سياسية داخلية لعرقلة كل التعيينات و للضغط على الرئيس. و قد يصار في النهاية الى اللجوء الى تسويات داخلية يتم من خلالها تمرير كل التعيينات خلال أسبوع واحد.

-من المؤكد، بحسب الأوساط، أنه يجري البحث الأميركي حول لبنان مع الفرنسيين لكن من دون إعلان مواقف واضحة و نهائية. كل شيء تحت الدراسة، و المواقف حيال لبنان ستتأثر حتماً بالأوضاع الإقليمية، و في ملفات إيران، السعودية، و اليمن. و قد وضع الفرنسيون الإدارة الأميركية في أجواء الإجراءات التي ستطبق مع الأوروبيين حيال لبنان لزيادة وسائل الضغط، لإنتاج حكومة “مهمة” في أسرع وقت ممكن.

و عندما تتم تسمية خلف لشنكر، فإن هذه الخطوة في حد ذاتها ستعطي إشارات محددة حول اتجاه السياسة حيال لبنان على الغالب.