الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أين إيران من الإعتدال العربي، ترهيب وتخريب ومنع خيرات شرق المتوسّط ؟!

في الرّابع عشر من شهر كانون الثّاني من العام الفائت، أُعلن إنشاء “منتدى غاز شرق المتوسّط” حيث إجتعمت سبعة دول وسطيّة وهي مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا وقبرص واليونان ومقرّه القاهرة، ليُصار، ومنذ أيّام، إلى توقيع الدّول المؤسّسة للمنتدى على ميثاقه الخاص وهي كل الآنفين أعلاه ما عدا فلسطين …

كان التوقيع على الميثاق الخاص بالمنتدى بمثابة تحويل المنتدى إلى مؤسّسة شبيهة بمنظّمة “أوبك” وقد حظي بدعم الولايات المتحدة الأميركيّة والإتّحاد الأوروبي، على عكس المحور الثاني المرتبط بتركيا الّذي تلقى تماهياً روسيّاً، وخطّ أنابيب غير جاهزٍ في سوريا، وبما أنّ لبنان صُنّف في خانة الدّول المستحوذة على آبارٍ للغاز، لم يعُد بالإمكان أن يبقى خارج رادار الإقتصاد النّفطي، لكنّ العُقد كثيرة ممّا يُثير الجدليّات الواسعة والنّظريّات العقيمة …

بين محور الإعتدال العربي، وسياسة الولايات المتّحدة الأميركيّة المكافحة للإرهاب المرعي إيرانيّاً -حليف الرّوس- ضمن عنوان ينضوي تحت مصطلح “محور الممانعة”، وبين محور تركيا المناوئ للمحور الأوّل، يرزح لبنان؛
تحت وطأة الأزمة الإقتصاديّة الّتي مُني بها لبنان بسبب صفقات الفساد والمحاصصات، وبظلّ سياسات إيران المُترجمة عبر حزب الله، والّتي جرّدته من إنفتاحه على العالم، وأظهرته أمام الدّول العربيّة السّاندة له مُذ إعلانه كبيراً، يبرز جدار عزله عن الحياة وإدخاله بآتونٍ سيّئٍ يُشابه الأحداث الّتي عقبت إتّفاق القاهرة في عام ١٩٦٩، وخاصّةً بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنيّة” لأمين عام حزب الله “حسن نصر الله” …

رغم مشاركة الفصائل الفلسطينيّة للحروب مع إيران في كلّ دول العالم ما عدا فلسطين، وإقتتالهم بين بعضهم وضرب مساعي المملكة العربيّة السعوديّة في الإصلاح بينهم، وتنحّيهم عن النّظر إلى تحرير أرضهم أو إلى إنشاء دولة فلسطينيّة تجمعهم، وبعد التّكاليف الباهظة المدفوعة من لبنان إزاء هذا الصّراع، وبظلّ هيمنة حزب الله على إستراتيجيّة القرارات وأدقّ المراسيم والتّشريعات فيه، ما زال مصرّاً على إطلاق رصاصة الموت على لبنان واللّبنانيّين …

يرفض لبنان المندرج تحت حكم الممانعة وإيران كرأس حربة الإنضمام إلى “منتدى غاز شرق المتوسّط” بحُجّة وجود إسرائيل فيه والبُنى التّحتيّة الّتي لها باعٌ في إقامتها، دون أن يذكر للّبنانيّين أمرين في غاية الأهمّيّة، وهما عدميّة تقبّل أي جهة خارجية بوضع إستثمار إضافي طالما أنّ هناك بنى تحتية جاهزة نظراً لأنّ السوق ينفتح على العالم وليس داخليّاً فقط، ممّا سيؤدّي في حال تعنّت لبنان المُمانع إلى خروجه من المنطقة إن رفض ربطه بالمنظّمة، والأمر الثّاني وهو في قمّة الأهميّة، معرض إكسبو دبي …

تقرّر مشاركة لبنان في معرض “إكسبو دبي” في العشرين من تشرين الأوّل للعام ٢٠٢٠، قبل أن يتمّ إرجاؤه لذات التّاريخ من العام ٢٠٢١ بسبب فايروس كورونا، ومدّته ستّة أشهر، وكان مُزمعاً عقده إبّان لواء حكومة “حسان دياب”، أي حكومة حزب الله، مع علمها بمشاركة إسرائيل فيه جنباً إلى جنب مع لبنان بشعارٍ مُوحّد يندرجون ضمنه وهو “لا جدران، لا حدود”، ما يعني تصريحاً سياسيّاً واضحاً بالتّطبيع، وهذا ما يُدلي بأنّ مشكلة زعماء لبنان، أحجار شطرنج محور الممانعة برئاسة أمين عام حزب الله “حسن نصر الله”، ليست مقاومة -وهو ما أوضحه إطلاق سراح “عامر الفاخوري”- بل مشكلة نفوذ وتسييد لإيران بأجنداتها الإرهابيّة …

يشكّل ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل محاورات مكّوكيّة واسعة، حيث يُشبع محور إيران مناصريه بشعارات الممانعة، بالظّاهر كذلك وبالباطن منع رغيد العيش عن اللّبنانيّين كي يبقوا مُستتبعين له، فيستخدمهم بوجه العالم بإسم فلسطين الّتي تبحث عن بابٍ لإحلال السّلام مع إسرائيل …

إرحموا لبنان، فهو ليس مطيّة لأهوائكم التّخريبيّة وسياساتكم الطاغوتيّة !!!

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال