إحباط دولي من عدم جدية المسؤولين اللبنانيين في معالجة الأزمات

استجمع السفراء الأجانب في لبنان تقييمهم حول تطورات الوضع اللبناني، الأمر الذي فاجأ حكوماتهم، ما أدى بذلك إلى نقاشات في مجلس الأمن الدولي حول لبنان، نتج عنها صدور البيان الرئاسي الأخير الذي يدل، وفقاً لمصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة على ما يلي:

-إن هناك شعورًا دوليًا بالإحباط حيال المسؤولين اللبنانيين، الذين لم يفعلوا شيئًا جوهريًا لإخراج البلاد من الأزمة التي تقع فيها، كما أن البيان يعني أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، فإذا استمر التلكؤ في فعل شيء ما ينقذ البلاد، لن يبقى مجلس الأمن صامتًا، و البيان الأخير هدفه الدفع الضروري للمسؤولين لكي يتحركوا بسرعة لأن الوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من إهدار الوقت من دون فعل أي شيء.

-إن الدول الكبرى، كذلك الدول التي تشارك بقوات “اليونيفيل” في الجنوب أبدت استياءها من الحوادث التي استهدفت هذه القوة في الفترة الأخيرة على ثلاث مراحل، وهذه الدول لن تقبل إطلاقًا بأن يتعرض جنودها لأية مخاطر، وهي طالبت بأن تكون لهجة البيان الرئاسي الذي صدر حول لبنان أكثر قساوة مما صدر، لكن التوافق بين الدول في المجلس عاد ليطغى على لهجة البيان، إنما عبرت هذه الدول عن أنها لن تتهاون مع أي اعتداء على “اليونيفيل”، وستعود الى المطالبة بالحزم في حال تعرض القوة لأية أخطار.

-إن صبر الدول الكبرى بدأ ينفد نتيجة ما يحصل في لبنان من عدم جدية في التعامل مع الوقائع، وهي تطالب لبنان بالالتزام بخطوات جدية لإنقاذ وضعه سياسيًا واقتصادياً.

حتى أن أصدقاء لبنان بدأوا حالة من اليأس وعدم القدرة على تحمل طريقة المعالجة لمشاكل الناس، ومن المرتقب إذا استمر الوضع على ما هو عليه، أن يتم اللجوء الى مواقف تصعيدية دولية حيال كل ما ورد في البيان من دون إغفال ضرورة تنفيذ القرارات الدولية.

وأشارت المصادر، الى أن البيان الرئاسي حول لبنان يشكل “خارطة طريق” أمام المسؤولين اللبنانيين لتنفيذ كافة بنوده، وإن ما ورد فيه يتطابق ومبادرة الكويت حيال لبنان التي حازت على دعم دولي وعربي كبير، وأن لم يتناولها البيان رسميًا، وتقول المصادر، إن تنفيذ لبنان للمبادرة يعني تنفيذه للقرارات الدولية ما يؤدي الى مراجعة المواقف الخليجية حياله، وسلوك مسار جديد لدعمه إذ أن العرب يتمسكون به عضوًا في الجامعة العربية.