الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شهران حاسمان في لبنان.. إما التسوية أو الحرب!

ما هي الرؤية الفرنسية التي نقلها وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه الى بيروت أمس؟ ولماذا تعوّل فرنسا على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت؟ وما موقف واشنطن منها؟

تكشف مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، لـ”صوت بيروت إنترناشونال”، أن زيارة سيجورنيه إلى لبنان هي زيارة محورية على طريق التأسيس لإنقاذ لبنان وإعادته الى الخارطة السياسية عربياً ودولياً، بالتزامن مع وضعه على السكة اقتصادياً. فإن تلقف المسؤولون والأفرقاء اللبنانيون هذه الفرصة، يكونوا قد وفروا على شعبهم وبلدهم الدخول في مطلع الصيف المقبل في مستنقع حرب اسرائيلية. الجميع يعرف كيف تبدأ لكن من غير المعروف كيف تنتهي، والتجارب في هذا المجال مريرة ومؤسفة. ذلك ان كلاً من واشنطن وباريس تدركان تماماً ما ينتظر لبنان في حال رفض التسوية المطروحة منهما لا سيما وأن المحاولة الفرنسية تأتي بعد توافق مع الولايات المتحدة. والدولتان تعرفان أن هناك مهلة للبنان لا تتعدى الشهرين للدخول في تسوية ديبلوماسية بعيدة عن الحرب لتنفيذ مقتضيات القرار 1701. وإن لم يأخذ لبنان ذلك بالاعتبار فإن ما بعد الشهرين ستقوم اسرائيل بحل عبر الحرب وليس عبر الديبلوماسية، مطلع الصيف تحديداً.

وأوضحت المصادر، ان الحل المطروح يبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية، وان لم يتم ذلك خلال شهرين، فإن مؤشره يعني الحرب. لماذا؟ لأن الرئيس يجب أن يفاوض ويوقع أي تفاهم أو تسوية حول تطبيق القرار 1701 وليس غيره. وبالتالي، إن توافقاً أميركياً-فرنسياً جرى أخيراً للعمل على تحقيق اللجنة الخماسية تقارب بين الأفرقاء اللبنانيين، عبر إيجاد مرشح توافقي ترضى عنه كل الأطراف، فيكون دور الخماسية بتسهيل الحوار بينهم. مع إدراكها رفض أطراف معينة للحوار تحت قبة البرلمان لأسباب معروفة. هذه النقطة تتم معالجتها من الخماسية وسط مبدأ أساسي هو أن الحوار خارج لبنان غير وارد، وأن الحوار يجب أن يكون داخل لبنان. وتجرى مباحثات حثيثة للخروج بحل لهذه النقطة.

وتكشف المصادر، أن كلاً من واشنطن وباريس تعولان على مسارين بالنسبة الى لبنان يجب أن يسيرا بالتوازي للتوصل الى النهاية المنشودة. وهما: العمل لانتخاب رئيس حالاً، والعمل لتسوية في الجنوب حالاً. الرئيس يجب أن يوافق ويوقع على التسوية الجنوبية، وأي تسوية من دون رئيس، لن يكون لها قيمة، واسرائيل لن ترحم لبنان اذا بقي الموضوع الجنوبي دون حل. اسرائيل تريد في مطلع الصيف إعادة السكان النازحين من شمالها الى بيوتهم وتريد إعادة الطلاب الى مدارسهم في هذه المنطقة.

لذلك كل الأولوية الأميركية-الفرنسية هي للضغط على الأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس في مهلة لا تتعدى هذين الشهرين. إنها وجهة نظر فرنسية وافقت عليها الادارة الأميركية. والمطلوب الآن من الجنة الخماسية العمل بكل قوتها الديبلوماسية لانتخاب الرئيس. مقابل ذلك، تكشف المصادر، أن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين يعمل بكل قوته الديبلوماسية للاتفاق حول وضع الجنوب والقرار ١٧٠١، فيأتي الرئيس لتوقيع الاتفاق حول الجنوب، ومن دون رئيس سيكون وضع لبنان سيء جداً صيفًا.

وأوضحت المصادر، أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيڤ لودريان استطاع أن يحقق اختراقاً لا سيما من خلال نتائج زيارة الخماسية الى الرئيس نبيه بري. وقد تظهر تطورات إيجابية على مستوى الرئاسة قريباً.

واشنطن في هذا الوقت، تراقب الداخل الاسرائيلي من جهة، والأداء بين اسرائيل وإيران. والموضوع الحدودي الجنوبي سيستغرق وقتاً في التسوية. إنما فرنسا لا تزال عند موقفها بأن الرئيس أولوية ولا يفترض أن يكون مرتبطاً بالمسائل الإقليمية.

الورقة الفرنسية المعدلة التي سُلّمت الى لبنان يمكن وصفها بأنها جدية. وقابلت اسرائيل المسعى الفرنسي بإصرارها على الحل الديبلوماسي وأنها تصبر حتى مطلع الصيف لإعادة مواطنيها وتلامذتها. الورقة الفرنسية تحظى بموافقة من اسرائيل، وباريس تنتظر الجواب اللبناني قبل استنفاد عامل الوقت، بحسب المصادر. وباريس لاحظت أن “حزب الله” خفّض مستوى عملياته على الأرض، وقالت المصادر أن لدى فرنسا قدرة على التباحث مع “حزب الله” في التسوية، فيما الولايات المتحدة لا تستطيع ذلك. من هنا يوجد آمال كبيرة معلقة على المسعى الفرنسي.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال