الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إدانات الخارجية اللبنانية لإعتداءات الحوثي لم تُحدث اختراقاً في تسوية العلاقات مع الخليج

في الأشهر الأخيرة باشر لبنان اتخاذ مواقف أكثر تضامناً مع الدول العربية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية، عندما تتعرض لاعتداءات من الحوثيين. و لاحظت مصادر ديبلوماسية عربية، وجود انعطافة لبنانية في الموقف الرسمي في هذا الشأن، بعدما كانت هناك حالة من الإرباك في المواقف نتيجة الضغوط التي تمارس على السلطة و مواقفها الرسمية لكي تتشابه مع مواقف “حزب الله”.

و قد تنبهت السلطات اللبنانية لهذه المسألة و بدأت مواقفها تتغير لأنها أدركت أنه لا يمكن الخروج عن الصف العربي و الوحدة العربية و التضامن مع الدول العربية التي لطالما ساعدت لبنان في كل المراحل و وقفت الى جانبه في الأزمات الكبرى و الصغرى. و بدأت السلطات اللبنانية تدين أية اعتداءات على دول الخليج و تعبّر عن وقوف لبنان الى جانبها و تضامنه معها حكومةً و شعباً في مواجهة أي استهداف لأمنها و استقرارها.

و أكدت مصادر ديبلوماسية لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن العديد من القيادات اللبنانية تطالب الدولة باتخاذ إجراءات من شأنها استعادة الثقة و الحوار الأخوي مع الدول الخليجية، و استعادة عاطفة اللبناني تجاه الدول التي دعمت لبنان و وقفت الى جانبه دائماً. و ترى المصادر، أنه على الرغم من تنبه لبنان لأهمية العلاقات مع هذه الدول و استنكاراته و إداناته للإعتداءات عليها، إلا أن ذلك لا يبدو كافياً و ليس هناك من أصداء مشجعة. و للتوصل الى استعادة العلاقات هذه، و لكي تعود الى طبيعتها، يجب على الدولة كف سيطرة “حزب الله” عليها، ووقف المسار الحالي في التوجه نحو المحور الإيراني.

مصادر عربية اكدت لـ”صوت بيروت انترناشونال” أنه لغاية الآن العلاقات الخليجية مع لبنان لا تزال متوترة. لكن كل شيء يفيد، بحيث أن أية بوادر من لبنان و أية إشارات و مواقف إيجابية من المؤكد أنها ستعطي نتيجة. الدول الخليجية تريد من لبنان تشكيل حكومة مهمة و حكومة ليس فيها أحزاب. و الخطورة ان استمر الوضع الحالي فإن البلد بات مكشوفاً في كل النواحي السياسية و الأمنية و الإقتصادية و الإجتماعية.

و أشارت هذه المصادر، الى أن لبنان يدرك تماماً ما الذي يريده العرب لكي تعود العلاقات الى طبيعتها. و الموقف اللبناني من الاعتداءات على الخليج، لا بد أنه يجب أن يًستتبع بخطوات أخرى. لبنان منذ فترة عدّل موقفه و بات يوافق على كل ما هو إجماع عربي في القضايا العربية. لكن هذا لا ينحسب على الموقف اللبناني بالنسبة الى “حزب الله”. و هذه النقطة تبقى عالقة في العلاقة اللبنانية-العربية، بانتظار تطورات الأوضاع في المنطقة ككلّ، و ما ستعكسه السياسة الأميركية الجديدة بالنسبة الى التعامل مع النفوذ الإيراني فيها.

لكن العرب يريدون من لبنان أن ينأي بنفسه عن صراعات المنطقة بشكل فعلي و ليس بالأقوال فقط. و يدرك لبنان أن في تعديل سياسته، و طريقة تعامله مع مسألة “حزب الله”، ستنعكس إيجاباً عليه في عودة الدعم العربي له على كل المستويات السياسية ة الإقتصادية.