الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إيران ديمقراطية ؟

دولة “إيران” ديمقراطية. علمانية. تناقش أفكار الخامنئي (المرشد الأعلى للثورة الاسلامية) والخميني (مؤسس جمهورية ايران الاسلامية) متسامحة مع مظاهرات تعتبرها حكومة الولي الفقيه في إيران بغير القانونية مطالبة بعدم المشاركة بها؟

قد يخيل للوهلة الأولى بأن هذا المشهد يحدث في الضاحية الجنوبية للبنان في دار المعارف الحكمية قبل 5 أعوام حيث كان النقاش يجري حول إمكانية او عدم تطبيق ولاية الفقيه في لبنان ، وكان النقاش يومها في سياق ديمقراطي، لطبيعة النظام اللبناني ، من زاوية علمانية باعتبار حدث في لبنان في أجواء كان هناك مطالبة بتعديل النظام اللبناني ليخرج من قمقم الاصطفاف الطائفي غير ان هذا المشهد في إيران اليوم التي على ما يبدو تطبّع مع لبنان ،

وكأن لبنان أثر بها لدرجة جعل الشارع يتحرك باسلوب لا يسال عمن حركه باعتبار ان الدولة الحالية في ايران تعرف إلى من زودت تاشيرات دخول وقادر على الحصول على معلومات من العمق الايراني، وهي بغنى عن هذه التفاصيل .

هكذا تحاول إذا ان تصور ايران نفسها “بالديمقراطية” وأن لديها مشاكل داخلية اقتصادية لا تتعلق بالسياسة تكفيها وتردعها الحديث بالواقع اللبناني الشبيه اقتصادياً لها فتوائم مع قول السيد حسن نصرالله من جهة بأن سلاحه موجه ضد اسرائيل بغض النظر من أين يأتي بهذا السلاح أي ايران وبغض النظر اذا كان احتمال استعادة هذه الاسلحة الايرانية لبيعها لسد جوع “المدن الفقيرة” الظاهرة من الشعارات المرفوعة.

بدأ التعاطي بالتسامح وانتى بالقمع الذي على حد قول الزميل مر الحرقوص” سيولد موجة جديدة من المواجهات. ولكن الحرس خبراء في القمع الاعنف”.

ومن جهة أخرى يوائم مع كلام النائب حسن فضلله أن مسؤولية الجوع هي مسالة اجتماعية – اقتصادية.

هل هذه المسالة الاقتصادية الاجتماعية في ايران الشبيهة للمسالة الاقتصادية الاجتماعية في لبنان ، ستجعل الولايات المتحدة متسامحة مع الشركات النفطية الاوروبية مثلًا ليأكل هذا الشعب المتظاهر أم سيردع عن معاقبة الحرس الثوري الايراني ويكف عنه شرّ أميركا بالنسبة له وهو ادراجه بشكل مبرم ضمن لائحة الارهاب مصنفًا كل اذرعه كامتداد للحرس الثوري الايراني لا كيانات سياسية مندجمة اجتماعياً في واقع سياسي مختلف ؟

لا شئ يؤكد اذا كان هذا التحرك في ايران منظم لهذه الدرجة ولكنها فرصة للحريري ليعيد ترتيب اوراقه الداخلية … فكيف سيستثمر اللحظة!

بقلم : ريتا بولس شهوان