الأحد 4 ذو القعدة 1445 ﻫ - 12 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

استقدام البواخر من إيران.. لعب على حافة الهاوية

لم يتبلّغ لبنان الرسميّ أي موقف من الولايات المتحدة الأميركية حول وصول شحنة المحروقات الإيرانية المتوقعة الى أراضيه.
تصريح وزارة الخارجية الأميركية ركز على أن هناك عقوبات موجودة على إيران. و لبنان الرسمي وفقاً لمعطيات لديه لا يتوقع ردة فعل أميركية حياله، و ليس في المعطيات ما يشير الى أن أي إدارة رسمية لا سيما وزارة الإقتصاد قد طلبت من الإدارة الأميركية إعفاءات حول ذلك. مع أن هذه الوزارة كانت طلبت من الولايات المتحدة إعفاءات من نظام العقوبات لأغراض أخرى.

إلا أن أوساطاً ديبلوماسية، تؤكد لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن تصدير البترول من إيران كمبدأ عام ممنوع. لكن توجد إستثناءات و إذا وافقت الولايات المتحدة على أن ترسل إيران البنزين الى ڤنزويلا يعني إمكان قبول واشنطن واردة. و بالتالي، ان القضية هي مبدئية أي أنه من دون موافقة الولايات المتحدة لن تصل المحروقات من إيران الى أي مكان. و الموضوع يتوقف على التفاوض الأميركي-الإيراني، و على مدى وجود تسهيلات ذات صلة بوضع لبنان.

لذلك، لن توافق واشنطن بهذه السهولة على وصول الشحنة الى لبنان مباشرة. قد يكون هناك غض نظر أو توافق على وصولها الى سوريا، و تنقل الى لبنان براً لأسباب إنسانية. إذاً العقدة في مبدأ الموافقة، ليس أن تصل الشحنة أم لا.

و لا شك أن هناك دخولاً إسرائيلياً على خط نقل شحنات المحروقات من إيران الى لبنان، وفقاً للأوساط و هو الأمر الذي يبحث بين واشنطن و تل أبيب على أعلى مستوى. و هناك مسألتين،: الأولى مادية، بمعنى أن لا تكون بواخرالمحروقات من إيران وسيلة للسماح بمجيء بواخر السلاح، أو تكون هي بحد ذاتها وسيلة لتنقل سلاح أو أمور أخرى خطرة. مع الإشارة الى أن هناك من يقول أن المحروقات ليست المحظور الأساسي، و أن نقل السلاح من سوريا و العراق و بطرق أخرى و يتم دون انتظار باخرة المحروقات، لإرسالها. المسألة الثانية: هي أن وصول الباخرة من إيران بسلام، سيعتبر في إسرائيل أنه انتصار معنوي. فهل يتم الرد على الإنتصار المعنوي بانتصار معنوي آخر، أم سيتم تجاهل الموضوع؟ القضية صعبة لكن إذا جرى التفاهم حول صعود قوة من “اليونيفيل” الى الباخرة لدى وصولها الى لبنان، و تفتيشها، قد تقبل كل الجهات بذلك. لكن في كل الأحول لن يتم اللجوء الى أي حل دون الحصول على موافقة أميركية. و دون الحصول على موافقة أميركية لمخارج ما، قد تتعرض طريق الباخرة للمخاطر و بطرق عدة. و للتذكير، سبق لبواخر آتية الى سوريا أن استُهدفت، و الأسئلة المطروحة: هل من السهل أن تحصل حرب بين إيران و إسرائيل من أجل الباخرة أم سيتم تفادي الأمر؟ و هل إمكان حصول تفاوض سري لتقصد الباخرة سوريا وارد و قد ينجح و قد لا ينجح.

إن قرار استقدام البواخر من إيران يقع ضمن اللعب على حافة الهاوية في ظل ظروف معقدة و خطرة في المنطقة، و في العلاقات الدولية-الإيرانية، تنعكس على لبنان في ظل غياب كامل للموقف الرسمي، و لسلطة الدولة. فمن ناحية هناك قبول بالتفاوض على الحدود البحرية مع إسرائيل، و من ناحية أخرى هناك استعداد من “حزب الله” لأن يتم الإيفاد من إيران لمن ينقب في البحر عن البترول. ان استقدام البواخر مربح شعبياً و شيعياً. لكن هناك رهان لأن خطر العقوبات يبقى قائماً و كبيراً. الأمر يحتاج الى موافقة واشنطن الضمنية أو العلنية حول وصولها الى سوريا. لكن من الصعب وصولها الى لبنان دون موافقة أميركية و لو كانت ضمنية.