استياء روسي من باسيل

لا يزال موضوع تأليف الحكومة يراوح مكانه. و آخر محطات الإتصالات حول دفع العملية قدماً، كان ما تقوم به روسيا من دور في الملف اللبناني.

إذ تكشف مصادر ديبلوماسية في العاصمة الروسية موسكو تفاصيل الدور الروسي، فتقول إن روسيا تقوم بتحرك معين عبر مجموعة اتصالات مع لبنان و خارجه. و لا يمكن تسمية هذا الدور بالمبادرة إنما بتحرك هدفه تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لا سيما و أن الوضع الإقتصادي اللبناني لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير. كما أن الروس يقومون بالضغط على من تبين لهم من خلال هذا التحرك أنه يعرقل عملية التشكيل و يترك لبنان في مهب الريح. و الروس بحسب المصادر باتوا يدركون جيداً الجهات المعرقلة و التي لا تزال و على الرغم من كل الاشارات التي يطلقون بأنهم لا يريدون الثلث المعطل بأنهم يتمسكون به حتى الآن.

و تؤكد المصادر، بأن روسيا لن ترسل موفداً الى بيروت في المرحلة الراهنة. و هي تكتفي بالاتصالات التي تقوم بها، لا بل أنها تتوقع من مسؤولين لبنانيين زيارتها قريباً للوقوف عند أهمية تحركها، و الضغط في اتجاه لملمة الوضع اللبناني. و بالتالي روسيا تنتظر زيارة أكثر من مسؤول لبناني. استكمالاً للإتصالات التي كانت أجرتها.

و تكشف المصادر أيضاً، أن هناك استياءً روسياً كبيراً من موقف رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي يحول دون احداث اختراق في مسار التشكيل. و روسيا وجهت له رسائل غير مباشرة لا سيما من خلال الاتصالات التي أجرتها مع سياسيين و قياديين لا سيما بعد حركة موفده الى موسكو النائب أمل أبو زيد في العاصمة الروسية و التي لم يتبين منها أنها أدت الى تقدم معين في البحث بإخراج لبنان مما هو فيه.

و لفتت المصادر الى الدور الذي لعبه السفير اللبناني لدى روسيا شوقي بو نصار في بلورة دور روسي نشط على خط الاتصالات الدولية مع لبنان من أجل المساهمة في تنفيذ المبادرة الفرنسية التي يؤيدها الروس منذ طرحها.

و تقول المصادر، أن المسؤولين الروس طلبوا من إيران الضغط على حلفائها في لبنان لتسهيل تشكيل الحكومة و حتى الساعات الأخيرة، لم تسجل استجابة. و تشير المصادر، الى أنه بسبب المصالح المشتركة للروس مع ايران في سوريا لن يضغطوا بقوة و تريد روسيا إبعاد أية تأثيرات عن الملف السوري، و في الوقت نفسه لا تريد موسكو ربط الحلول في لبنان بأية استحقاقات دولية أو إقليمية معينة يتوقع أن يحصل حوار دولي-إقليمي حولها. و روسيا تقف الى جانب أن يمرر لبنان استحقاقاته بأقل خسائر ممكنة و بحد معقول من التفاهم بين الأفرقاء. و ستستمر روسيا بالضغط على حلفاء ايران و على ايران نفسها لتسهيل الموقف في لبنان.